زهد سيدى الشيخ محمد الشناوي وشدته فى الحق

بقلم الأثارى : الأستاذ الدسوقى إبراهيم محمد منصور
مدير عام اثار المحلة الكبرى

كان سيدى الشيخ محمد الشناوى رحمه الله تعالى يمتلك العديد من الاملاك والاموال، ورغم ذلك حرم نفسه منها وزهد فيها وفى زخارف الدنيا، ولا عجب في ذلك فهذه أخلاق المتصوف، فقد كانت بهائمه وحبوبه للفقراء من محله روح، وما جاورها وكان يقول دائماً ما دخلت على فقير إلا ونظرت نفسي دونه ، وما امتحنت فقيراً قط وكان لا يقبل هدايا العمال ، وأرباب الدولة. وكان كثيراً ما يلجأ إليه الفقراء لقضاء حوائجهم.

کرامات سيدي محمد الشناوي:

والكرامة هى أمر خارق للعادة يظهره الله سبحانه وتعالي علي يد الولي ، وتكون دليلاً له على صدقه، وفضله ، وقوة يقينه بالله تبارك وتعالى، وهي للأولياء فقط دون غيرهم، وذلك لكثرة اجتهادهم واتباعهم للسنة النبوية التي بلغوا فيها اسمى الدرجات فخلع عليهم ربهم إظهار الكرامات.

وقد أظهر الله الكرامه على يد الشيخ محمد الشناوي كما في حادثة ابن يوسف الذي كان يأخذ الناس غصباً في تمليح الشعير ببلاد الغربية لصالح الأمراء حيث تعرض له الشيخ الشناوي شفقةً على الفقراء مما أثار ضغينة ابن يوسف فوضع له ، ولأصحابه السم في الطعام، وعندما هَمَّ الشيخ الشناوي ومريديه بالأكل صار الطعام دوداً ببركة الله ، وغيرها الكثير من الكرامات التي أظهرها الله على يديه كلياً في إغاثة الفقراء والمحتاجين.

مكانته في التصوف :

يعتبر سيدى محمد الشناوي نموذجاً للصوفي الزاهد الذي اختار طريق التوكل على الله، والابتعاد عن ملذات الدنيا، وكان ملازماً للذكر ليلاً ونهاراً ، وكان له حزب ، وأوراد خاصة واستقى هذا الحزب من الطريقة الأحمدية وهو المعروف بـ “الجوهر المكنون”.
وكان له الحصن الخاص به، وبالشناوية، وكان من المعروف عن أذكاره ما يسعى بذكر الشجرة، وهي صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يذكرها ويرددها الشيخ محمد الشناوي.

إنتقال الشيخ محمد الشناوي إلى جوار ربه:

يقول الإمام الشعراني أنه حينما ودَّعه بزاوية سيدي محمد بن أبي الحمائل رضى الله ، وهو أحد الأولياء بقرية محلة روح قبيل محمد الشناوي قال له سيدي محمد الشناوي لابد من الاجتماع مره أخرى، وحينما جاء له وارد وقال له “اذهب لمحلة روح” فذهب تصديقاً لهذا القول فدخل على سيدي محمد الشناوي فوجده محتضراً ففتح عينيه  وقال ” أسأل الله أن لا يخليك من نظره ولا من رعايته طرفة عين وأن يسترك بين يديه ”
ثم أنتقل سيدى محمد الشناوي في ذلك الليلة من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة( ٩٣٢ هجرية ) . ودفن بزاويته بمحلة روح، ودفن في غفله من الناس الذين اقتتلوا على نعشه. و ذهلت عقولهم من عظم المصيبة بهم، فقد كان دائماً يفرج كربهم بجميل معروفه وصنائعه فى البر وكان يرشدهم لخير دنياهم وآخرتهم ،

وقبره ظاهر معمور يزوره الفقراء بواسطه ولده الشيخ عبد القدوس، ومن بعده أحفاده. وهم علي بن محمد بن أحمد بن عبد القدوس الملقب ( علي المصري ) . ومحمد بن أحمد بن عبد القدوس الملقب ( محمد الدماطي ) . وعلى بن محمد بن أحمد بن عبد القدوس الملقب ( علي بندق ) المتوفي سنة ١١٨٦ هجرية.

خاتمة:

تظهر سيرة سيدي محمد الشناوى كيف كان لحياة الزاهد أن تترك أثراً داعماً في المجتمع فقد عاش حياة مخلصة لله فقد كرث وقته للعبادة، والإرشاد وإغاثة الفقراء مما جعله عبر الأجيال رمزاً للصلاح والورع، ورغم مرور الزمن لا تزال ذكراه حية في قلوب الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *