سلسلة أولياء مصر المحروسة الصحابى الجليل عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي
7 أغسطس، 2024
أولياء أمة محمد, منوعات
حرصاً من مجلة روح الإسلام على تتبع سير أولياء مصر فهم أصل الشعب المصرى نستكمل سير الصالحين وسيرتنا فى هذا المقال مع سيدى العارف بالله تعالى الصحابى الجليل عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي أخر صحابى أنتقل إلى جوار ربه فى مصر
هو الشيخ عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي أورده المحدث أبو بكر بن أبي على في الصحابة ويرجع نسب هذا الصحابي الجليل إلى عبد الله بن يكرب بن عمر بن عشم بن عمر بن عريج بن عمرو بن الزبيدي، ومحميه بن جزء الزبيدي والحارث بن جزء الزبيدي والد شيخنا صاحب الترجمة
وتجمع المراجع التاريخية على أن الشيخ عبد الله بن الحارث لم يكن يعرف قبل إسلامه باسمه هذاوفي ذلك يحدثنا الطبرى فيقول: كان اسم الصحابي الجليل عبد الله بن الحارث في بادئ الأمر “العاص” فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم “عبد الله” وكان رضى الله عنه آخر صحابي دفن بمصر في قرية صفط تراب التابعة لمركز المحلة الكبرى.
وذكر المقريزي عن فتح مصر أسماء من شهد فتحها من الصحابة نقلاً عن الحكم فقال: “قدم عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي إلى مصر في جيش عمرو ابن العاص وكان معدوداً من فرسان الصحابة، لذلك تولى قيادة فيلق من فيالق الجيش، وأبلى بلاء حسناً في فتح مصر وقُراها.
وبعد أن استتب الأمر للمسلمين فى مصر، بدأ عمرو بن العاص يَخُطُ الخطط في الفسطاط للقبائل العربية التي وفدت معه للفتح، كما أنه استبقى بعض الصحابة الذين يأنس لهم، ويطمئن إليهم وكان من بينهم شيخنا عبد الله بن الحارث، الذي أقطعه إحدى قرى بطن الوادي أى بين فرعى النيل بالغربية وهى “صفط تراب” فسكنها، وبنى بها داراً لسكناه ومسجد لإقامة الشعائر.
“قرية صفط تراب”وهى من القرى التي أقطعها عمرو بن العاص لشيخنا الصحابي الجليل عبد الله بن الحارث، وهي من القرى المصرية القديمة، فقد ردت في قوانين الدواوين، وفي التحفة والإرشاد “صفط بو تراب من أعمال السمنودية”، وجاءت في التحوذة السنية “سفط أي تراب” من أعمال الغربية، وفى تاريخ سنه ۱۲۲۸ هـ باسمها الحالي “صفط تراب”.
وجاء في الخطط التوفيقية انها وردت باسم “سقط البصل” وهي قرية من مديرية الغربية بقسم محلة منوف في الشمال الشرقي لمحلة روح بنحو ألفين وثلاثمائة متر وفي الجنوب الشرقي لناحية الهياتم، لها جامع وتكسب أهلها من الفلاحة،
وذكرها ياقوت في معجم البلدان قريه باسم “سفط القدور” وينسب اليها عبد الله به موسى السفطى مولى قريش،
وذكر الزبيدي صاحب تاج العروس “سفط تراب” بالسمنودية وهي “سفط القدور” وبها توفى عبد الله بن جزء الزبيدي آخر من مات من الصحابة بمصر وقبره ظاهر يزار، وقد زاره صاحب تاج العروس في رحلته بالوجه البحرى سنة ١١٨٧ هـ.
“القبة الضريحية”
دفن الشيخ عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدى فى داره التي كان يسكنها بصفط تراب، وقد تحولت داره إلى مزار لوجود قبره بها، وظل الحال على ذلك حتَّى القرن الخامس الهجري حين أقام خلفاء الدولة الفاطمية على القبر قبة، و بنوا بجانبها مسجداً صغيراً، قد أُعيد بناء المسجد عدة مرات كان آخرها تلك العمارة التي قام بها “أحمد باشا المنشاوى” الذي جدد بناء القبة في القرن الثالث عشر الهجري، وأعاد “أحمد محمد نوير” بناء المئذنة سنة ١٣٣٢ هـ / ١٩١٤ م، وجدد المقصورة الضريحية سعادة “عبد العزيز بك خضر” سنة ١٣٢٩ هـ / ١٩١١ م.
بقلم الآثارى الدكتور : الدسوقي إبراهيم محمد منصور مدير عام آثار المحلة الكبرى