ذكر بعض من احوال النبى ﷺ وصاحبيه سيدى عمران بن أحمد عمران

سلسلة مقالات سيدى عمران بن أحمد عمران المالكى الشاذلى

وكان سيدنا “عثمان بن عفان” كثير الحياء والخوف، حتى كان يختم القرآن كله فى ركعة واحدة مع كونه كانت تستحي هنه الملائكة ومع صلته الوثيقة برسول الله اذ تزوج بنتين من بناته صلى الله عليه وسلم فسمى ذا النورين.

وكان سيدنا على بن ابى طالب كثير الخوف مع عظم صلته برسول الله قرابة وصهارة، وقد روی الحافظ ابن حجر فی کتابه الصواعق المحرقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل نبى جعل الله ذريته فى ظهره الا أنا فإن الله جعل ذريتي في ظهر على وبشره رسول الله بالجنة وقال فى حقه أنا مدينة العلم وعلى بابها وفى بعض الأحاديث على عيبة علمى اى مستودع علمى.

وحلف بعض الصحابة لا يضع جنبه على الارض فما زال يصلى حتى مرض، فقيل له: استرح فأنت فى سعة من الأمر، فقال: “لا أنقض عهدا عاهدت الله عليه”.

وكان الرجل من السلف يطيل الصلاة حتى يأتي الطائر فيقف عليه يحسبه جداراً وكان بعض الصحابة مفككا أزراره شتاءً وصيفاً ويقول رأيت رسول الله مفككاً أزراره.
ورؤى آخر يستظل تحت شجرة خارج مكة اذ يرى ذلك من السنة ويقول رأيت رسول الله يستظل تحتها.

ورؤي آخر بمني جالساً لقضاء الحاجة ويقول رأيت رسول الله هكذا. وامتنع ابن حنبل من أكل البطيخ ويقول لم يرد كيف أكله رسول الله حيث ثبت أنه أكله. وبعضهم نسي فلبس اليسار من النعلين قبل اليمنى فكفر (باثني عشر كرا) كفارة لذنبه، ولبس بعض الصالحين السراويل قائما فقام حريق بالبلد فقال ذلك من تهجمنا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لهم غرض من دنيا ولا آخرة انما كانت دنياهم لأخراهم وأخراهم لمولاهم.

كان طاووس اليمانى رضى الله عنه اذا اضطجع من الليل يتقلب يميناً وشمالاً يطلب النوم فلا يراه ثم يستوى قائماً و يقول طير نوم الخائفين ذكر جهنم.

وقد كان منهم الأغنياء الشاكرون كما فيهم الفقراء الشاكرون لا الصابرون بل كان في السلف من يسأل الله الفقر ويشكره اذا أعطاه اياه لما يرى فيه من تمام المسرة وانفراد القلب بالرب فكانوا يطلبونه.

وانظر ما قال جعفر الصادق لشقيق البلخي ما هي الفتوة عندكم ياشقيق فقال اذا أعطينا شكرنا واذا منعنا صبرنا. فقال له هذه فتوة الكلاب عندنا بالمدينة. فقال له شقيق فما الفتوة عندكم يا ابن بنت رسول الله؟ فقال اذا أعطينا آثرنا واذا منعنا شكرنا.

ومع ذلك لم يشغل الغنىّ غناه كما شغل أغنياءكم حين جعلوا الطين ديناً ووسعوا آمالهم ونسوا ما لهم وعكفوا علي الفانيات، وتركوا الباقيات الصالحات، وشمروا للفساد كل التشمير، ورأوا العبودية لله عاراً علي الكبير والصغير، والامر لله العلي الكبير.
ولم يحجب الفقير اذ ذاك فقره، فكان الفقر عندهم شكراً وقد صار عندنا اليوم الفقر كفراً. وأصبحت طريق الفقراء وسيلة الى الحطام، وأظهروا للناس شؤوناً هم منها عارون، بل نفاق نافقه المنافقون، فانظر فى الخلاص لنفسك

أيها المغتر بجاهك أو مالك أو شبابك الغريق فى بحر المعصية، كيف يكون حالك؟ اذا حشر الناس، ورأيت السابقين والتابعين متوجين تيجان الكرامة، لامعة أنوارهم، مسفرة وجوههم، وأنت يومئذ تعض بنان الندم قائلا “ياحسرتي على ما فرطت في جنب الله” وهيهات أن ترى خلاصاً وقد فر منك كل خليل كنت تركن اليه وعاينت قرين السوء وما حلَّ به من الخزي كما حلَّ بك يومئذ من العذاب البئيس وهناك للخلق زحام وللعرق الجام تنقطع الأسباب والأمر لرب الأرباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *