صراع أهل الباطل حول فرضية الحجاب فى الإسلام
31 يوليو، 2024
العلمانية وغزو بلاد العرب

إن الإسلام قد أكرم المرأة وأعلى من قدرها وصانها من الأقذار وجعل لها هيبتها فقال سبحانه وتعالى :
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ
وعلى مذهب أكثر أهل العلم أن المقصود بقوله ما ظهر منها هما الوجه والكفين هكذا الاسلام قد صانا المرأة وأجلها وأعلى من شأنها وبذلك تكون قد نالت أعظم حريتها فى تلك الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها
أما العلمانيين والمطالبين بحرية المرأة ومن ولاهم ممن يعبدون الشيطان فإنهم ينادون بتحلل المرأة من الأخلاق وتبرجها وهم بذلك يدعون إلى إهدار كرامتها وضياع هيبتها والى انحطاطها وهم يعلمون جيداً بأن الإسلام هو الذى احيا المرأة وجعل لها كيانا ومكانه لكنهم كفروا وصدوا عن سبيل الله فأضل الله اعمالهم فقال سبحانه وتعالى فى أول سورة محمد :
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
وسيذلهم الله سبحانه وتعالى بدعواتهم للشيطان ويعز الله عباده المؤمنين بدعواتهم للحق والهدى ويهديهم ويصلح بالهم وقدأوجب الإسلام الحجاب على كلّ امرأة مسلمة، وذلك صيانةً لأعراضهنّ وحفظاً لهنّ وتفادياً لوقوع الرّجال في الفتنة، قال تعالى:
“وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّـهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمًا “
ووردت العديد من الأدلة على وجوب الحجاب في القرآن الكريم، والسنّة النبويّة الشريفة، ومنها قول الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ”
و قول الله تعالى:
“وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم :
إيَّاكُمْ والدُّخُولَ علَى النِّساءِ، فقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قالَ: الحَمْوُ المَوْتُ “
وما روته السيدة صفيّة بنت شيبة رضيَ الله عنها فقالت:
“أنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقُولُ لَمَّا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {وَلْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ علَى جُيُوبِهِنَّ} أخَذْنَ أُزْرَهُنَّ فَشَقَّقْنَهَا مِن قِبَلِ الحَوَاشِي فَاخْتَمَرْنَ بهَا “
والحكمة من فرضية الحجاب حيث أنه يأتي التحريم في الشريعة الإسلاميّة بالتدرّج، ويكون في بداية الأمر تحريم الغايات ثمّ من بعدها الوسائل، فقد كانت الوسائل في معظمها مباحة، ثمّ جاء الأمر بتحريمها بعد ثبات تحريم الغايات في النفوس ورسوخها، فحرّم الله الوسائل الموصلة للزّنا،فقال تعالى:
“قُل إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ وَالإِثمَ وَالبَغيَ بِغَيرِ الحَقِّ وَأَن تُشرِكوا بِاللَّـهِ ما لَم يُنَزِّل بِهِ سُلطانًا وَأَن تَقولوا عَلَى اللَّـهِ ما لا تَعلَمونَ”
ولمّا كان النّظر إلى المرأة من الوسائل الموصلة إلى الزّنا، حرّمه الله وحرّم كلّ ما يؤدي إليه، فقال تعالى:
“وَلا تَقرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبيلًا “
فقد حرّم سبحانه كلّ ما يؤدي إلى الزّنا، ففرض الحجاب منعاً من الوقوع في مثل هذه الكبيرة
بقلم الأستاذ : سيد عبد السلام