سلسلة أولياء الأمة المحمدية سيرة سيدى العارف بالله تعالى محمد شمس الدين الشربينى

حرصاً من مجلة روح الإسلام على تتبع سير أولياء مصر فهم أصل الشعب المصرى نستكمل سير الصالحين وسيرتنا فى هذا المقال مع سيدى العارف بالله تعالى محمد شمس الدين الشربينى

 

نسبه :

هو الامام العالم العلامة العارف بالله سيدى محمد شمس الدين الشربينى بن السيد داود بن السيدأحمد اليمنى الذي يتصل نسبة بسيدى على زين العابدين بن سيدنا الإمام الحسين بن سيدنا علي بن أبي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت النبى صلى الله عليه وسلّم.

وأمه هى السيدة نهلة اليمنية رضى الله عنهاوقد سافر شيخنا محمد الشربينى رضي الله عنه مع والده الى القاهرة، وقد تلقى فضيلة العلم الشريف بالازهر الشريف

وقد رحل الشيخ رضي الله عنه بعد تلقى العلم ورسوخه فى علم الشريعة حتى صار بحراً فياضاً يفيض علينا من علوم الشريعة الغراء.

حياته وتصوفه :

أخذ عن الشيخ أحمد البرلسى الملقب عميرة ، والنور المحلى ، والنور الطهوانى ، والشمس محمد بن عبد الرحمن بن خليل النشلى الكردى ، والبدر المشهدى ، والشهاب الرملى ،والشيخ ناصر الدين الطبلاوى وغيرهم ، وأجازوه بالإفتاء والتدريس ، فدرس وافتى فى حياة أشياخه وانتفع به خلائق لا يحصون ، وأجمع أهل مصر على صلاحه ، ووصفوه بالعلم والعمل ، والزهد والورع ، وكثرة النسك والعبادة.

وكان من عادته أن يعتكف من أول رمضان فلا يخرج من الجامع إلا بعد صلاة العيد – وكان إذا حج لا يركب إلا بعد تعب شديد ، وإذا خرج من بركة الحاج ( بركة الحاج هذا قبل المرج ) لم يزل يعلم الناس المناسك وآداب السفر ويحثهم على الصلاة ، ويعلمهم كيف القصر والجمع وكان يكثر من تلاوة القرآن فى الطريق وغيره ، وإذا كان بمكة أكثر من الطواف ، ومع ذلك ، فكان يصوم بمكة والسفر أكثر أيامه ، ويؤثر على نفسه ، وكان يؤثر الخمول ولا يكثرت بأشغال الدنيا – وبالجملة كان آية من آيات الله تعالى ، وحجة من حججه على خلقه

مؤلفاته:

شرح كتاب المنهاج والتنبيه شرحين عظيمين ، جمع فيهما تحريرات أشياخه بعد القاضى زكريا ، واقبل الناس على قراءتهما وكتابتهما فى حياته ، وله على الغاية شرح مطول حافل.

وقال الشعرانى فى الطبقات : الأخ الصالح العالم الزاهد المقبل على عبادة ربه ليلا ونهارا الشيخ شمس الدين الخطيب الشربينى رضى الله عنه صحبته نحو أربعين سنة فما رأيت عليه شيأ يشينه فى دينه وفم أر فى أقرانه مثله فى حفظ جوارحه وغفلته عما فيه السعى على الدنيا ووظائفها ومضايقة أهلها لم يزل مكبا على الاشتغال باعلم والعمل به وتعليمه للناس ولا يرى الا فى مطالعة علم أوصلاة أو قراءة أو صيام متفكرا فى أهوال يوم القيامة ولم أسمعه مدة صحبتى له يذكر أحدا من أقرانه بسوء ولا يحسد أحدا علما آتاه الله من علم أو مال أو اقبال من الاكابر ولا غير ذلك من رعونا النفس ولا رأيت أحدا من أقرانه أكثر اعتكافا منه فى رمضان وغيره ومن عادته أن يدخل الجامع الأزهر من أول ليلة الصيام فلا يخرج من الجامع الا بعد صلاة العيد وأخبرنى ولده سيدى عبد الرحمن أنه لا يتعشى دائما فى رمضان الا بعد صلاة التراويح فيأكل لفيمات يسيرة ويشرب ماء يسرا وحججت معه حجتين فما رأيت أحجا من أقرانه أكثر مشيا عن جماله منه فلا يركب الا بعد تعب شديد ويعزم عليه الجمال أنه يركب فيأبى رحمة بالجمل ورأيت شخصا سمينا من أهل العلم اشتكى جماله لامير الحاج الذى قال له امش عن الجمال شيأ فى الارض الوعرة فبان الصدق بين الرجلين مع ان هذا المسين لا يعد الشيخ شمس الدين انه يصلح أن يكون من طلبته ولم يزل من حين يخرج من بركة الاج يعلم الناس المناسلك وآداب الطريق وكيفية القصر والجمع ويحثهم على الصلاة وربما يعطى السائل عشاءه ويكوى تلك الليلة وغالب سفر الحج ومجة اقامته صائم لا يفطر وفى غالب لياليه يكتفى بشرب ماء زمزم ويعطى عشاء للزيالع وما رأيت أكثر تلاوة للقرآن منه ولا أكثر طوافا مجة اقامته بمكة وطلبت يوما ان أساويه فلم أقدر عل ذلك.

كراماته :

وكرامات الشيخ رضي الله عنه كثيرة لا تحصى ومن أبرزها تربيه رجال يحملون لؤاء الدعوة الاسلامية الى الله

ومن كرامات الشيخ، بناء معهد دينى لتحفيظ القرآن الكريم، لتعليم أبناء شربين تلاوة وأحكام وقراءة القرآن الكريم معهد فتيات شربين الابتدائي

الإحتفال بمولده :

مولده المبارك رضي الله عنه الذى يقام كل عام فى، ويحضره كوكبة من العلماء وقراءالقران الكريم والابتهالات والمدائح النبويه الشريفة وكذا، القيادات السياسيه، والتنفيذيه والشعبية، وكذا مشايخ الطرق الصوفية، وأبناء وأتباع جميع الطرق الصوفية، وأحباب ومحبى آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجميع أهالي شربين

حيث يتنافس الجميع فى الموالد المبارك فى أستقبال الوافدين والذائرين السيدي العارف بالله الشربينى أبوأحمد فى تقديم كافة الخدمات من أطعام الطعام، وسقى الماء.

و يعد المولد المبارك مركز تجاري، حيث تعرض فيه كافة المنتجات، فى أيام الموالد ومن اثاره المباركة ان أصبحت شربين مركز تجاري هام يربط بين محافظة الدقهلية، ومحافظة دمياط
أدام الله علينا بركات شيخنا وإمامنا، آمين

إنتقاله إلى جوار ربه :

إنتقل إلى جوار ربه بعد عصر الخميس ثانى شعبان سنة 977 هـ.

بقلم الاستاذ : محمد عوض عبدالمنعم متولى العدوى
خادم المقام الشريف وأستاذ اللغة العربية بتربية والتعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *