الرد على من كفر المسلمين بسبب التوسل بالانبياء والصالحين.

بقلم الشيخ : عبدالعزيز النجار
وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية 
ونقيب أشراف القليوبية بالديار المصرية

من المؤسف أن يكفر دعاة الوهابية وأمثالهم من يتوسل بالأنبياءعليهم السلام ومن يزور أضرحة الأولياء الأحياء والمنتقلين ويتوسلون بهم ويتبركون بآثارهم ويدعون أنهم بهذه الحالة يعبدون الانبياء والأولياء .

ولم نعلم في الإسلام على أختلاف المذاهب الفقهية وغيرها من إتخاذ غير الله إلهاً يستحق العبادة غير القائلين بألوهية الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه وقد انقرضوا وأمثالهم والحمد لله.

وقد أقدم الوهابية وأمثالهم على تكفير إخوانهم المسلمين لأنهم يتوسلون إلى الله بأنبيائه وأوليائه الذين هم خاصته من خلقه مستدلين بقوله تعالى عن أهل الشرك :
” وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ “

زاعمين أن زيارة المسلمين الصالحين والتوسل بهم والتبرك بآثارهم و الدعاء عند قبورهم عبادة لهم كعبادة المشركين للأصنام من دون الله ولم يفرقوا بين الحق والباطل وقد أنكر الله على المشركين عبادتهم للأصنام واتخاذها آلهة من دونه تعالى وإشراكهم إياها في دعوة الربوبية .

ونحن نقول ليس التوسل لله بالمقربين شركا ولا حبهم لله وفي الله كفرا ألا ترى أن أولاد سيدنا يعقوب عليهم السلام جاؤا إلى أبيهم يتوسلون به إلي الله وقالوا
يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا فلعل الشيخ النجدي محمد بن عبد الوهاب وأتباعه لم يتدبروا القرآن فيهتدون بهدي الأنبياء وأتباعهم عليهم السلام.

وقال الله تعالى في القرأن الكريم  لنبيه صلى الله عليه وسلم في حق المؤمنين من أمته :
” وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا “

فانظر قوله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم يعني عند تحقق حصول الذنب منهم والإساءة لأنهم هم المستحقون للشفاعة  جاءوك فقد قدم شرط مجيئهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعني المذنبين وخضوعهم لديه قبل ذكر استعفارهم لله و ما ذاك إلا ليرشدهم إلى الإلتجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم و التوسل به وطلب الشفاعة منه لهم بالغفران ليقربهم إلى الله زلفي
فكيف يحرم المنكرون التوسل بالانبياء والأولياء وقد ثبت التوسل بصريح الكتاب والسنة.

كما أن التبرك بالصالحين من أمة الحبيب جائز ولا غبار عليه وليس فيه شرك كما يدعى الوهابية وهذا مذهب أغلب أهل العلم كالإمام النووى وابن حجر والإمام الشوكانى وأستدلوا على ذالك بكثير من الأدلة منها قوله تعالى :

{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ}
فهؤلاء كانت الآية لهم أن يأخذوا آثار الأنبياء ويتبركوا بها

ولذلك قال النووي: فهذه الآية فيها دلالة واضحة على جواز التبرك بآثار الصالحين، فإذا أخذت عمامة شيخك أو عصاه أو قميصه لتتبرك بها، جاز لك ذلك.

ومنها أيضاً ماجاء فى الحديث الشريف الذى رواه مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

“أنَّ الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الحِجْر -أرض ثمود- فاستقوا من آبارها، وعجنوا به العجين، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يهريقوا ما استقوا، ويعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة”.

فقال الإمام النووى عن الحديث :
“وفي هذا الحديث فوائد: منها: مجانبة آبار الظالمين والتبرك بآبار الصالحين “

وقال الإمام القرطبى بعد أن ذكر ذلك الحديث:  ” أَمْرُهُ صلى الله عليه وآله وسلم أن يستقوا من بئر الناقة دليلٌ على التبرك بآثار الأنبياء والصالحين، وإن تقادمت أعصارهم وخفيت آثارهم “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *