بين الغلو والتفريط: خطر أدعياء التصوف والمتشددين على الدين والمجتمع
8 مايو، 2025
العلم والعلماء

بقلم الأستاذة : سيدة حسن
في زمن كثرت فيه الأصوات المتحدثة باسم الدين، ظهر على الساحة من يزعم القرب من الله وهم في الحقيقة يصدّون عن سبيله. فمن جهة، أدعياء التصوف الذين يبيعون الوهم باسم الكرامات والخرافات، ومن جهة أخرى المتشددون الذين ضيّقوا ما وسّعه الله، وكفّروا وبدّعوا من خالفهم. والنتيجة: أجيال حائرة، وشباب ضائع بين الغلو والخرافة، ومنهم من ترك الدين كليًا تحت ضغط هذه التناقضات.
في زمن أصبح فيه التدين مظهرًا أكثر منه جوهرًا، يتحدثون باسم الدين لكنهم في الحقيقة يشوّهون صورته. منهم من ينسب لنفسه الكرامات والاتصال بالغيبيات، ومنهم من يكفّر الناس ويدّعي امتلاك الحقيقة المطلقة. والنتيجة؟ الناس تبتعد عن الدين
1. أدعياء التصوف:
من يلبسون لباس المشايخ ويتحدثون عن المحبة والسكينة، لكنهم يغذون الجهل والخرافةويتخذون الدين وسيلة للسلطة والتبجيل والثراء والدجل.
ويزرعون في أتباعهم فكرة التبعية العمياء والخضوع ويتحدثون عن “الأسرار” و”الكشف” كأنهم فوق البشر.
وهذا تشويه لمعاني الزهد والتصوف الحقيقي، الذي كان مبنيًا على التقوى والعلم والعمل.
2. المتشددون والغلاة في الدين:
الطرف الآخر من المشكلة: أناس يرون أنفسهم أوصياء على الدين يتشددون في الفتاوى، ويضيّقون على الناس، ويكفّرون كل مخالف لهم كأن الجنة لا يدخلها إلا جماعتهم!
نسوا أن النبي ﷺ كان رحمة للعالمين، وأن الدين يُسر لا عسر،غاب عنهم أن التشدد دائمًا ينفّر
يزرعون في الشباب الخوف ويمنعونهم حتى من التفكير،يريدون أناسًا يطيعون دون أن يسألوا، ويصدقون دون أن يفهموا.
و النتيجة :
شباب ضائع بين الإفراط والتفريط بين خرافات أدعياء التصوف، وتشدد الغلاة
شباب فقدوا الثقة في الدين، وبعضهم خرج منه بسبب تصرفات المنتسبين إليه ظلمًا.
فأين الطريق ؟
الطريق هو الرجوع إلى المنبع الصافي:
القرآن، وسنّة النبي ﷺ بفهم أهل العلم الربانيين، الذين يعرفون قيمة الرحمة، والعقل، والوسطية.
الدين ليس سلعه يتاجر بها البعض ولا سلاحا يُستخدم للقمع.
الدين نور… ينير العقل، ويطهّر القلب، ويرفع الإنسان.
نحن بحاجة إلى أن نصحو، ونعلم أبناءنا التمييز بين الدين الحقيقي، والتدين الزائف.
نحتاج أن نُعيد ثقتنا في الله، لا في أشخاص يدّعون تمثيله،
وأن نفهم أن الوسطية ليست ضعفًا، وأن التسامح ليس تنازلًا ، وأن هذا هو جوهر الرسالة الإسلامية الخالدة.