الحكمة من زكاة الفطر

بقلم فضيلة الشيخ : أبو بكر الجندي

 

مين اللي صيامه(100%)؟ زكاة الفطر تجعل صيامك(100%).

فشهر رمضان دورة مكثفة في التدريب على الكرم والجود والعطاء.

وقد حث الشرع على الجود والكرم في شهر الجود والكرم بالقول تارة, كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “‌من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من ‌النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء”.

وبالفعل تارة ثانية, فكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح ‌المرسلة.

وبالامتثال تارة ثالثة فترى الناس يحرصون على إخراج زكاة أموالهم الواجبة وصدقاتهم النافلة في الشهر الكريم ويستضف بعضهم بعضاً ويُطعم بعضهم بعضاً, ويحنوا الأغنياء على الفقراء واليتامى والمساكين, في أجواء ‌تملؤها البهجة والسعادة.

أما عن زكاة الفطر, فقد صرح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بفرضيتها ووجوبها, حيث قال ابن عباس: ” فرض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، ‌وطعمة ‌للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات”

ومن هذا الحديث يتبين حكمة زكاة الفطر, ومن حكمتها ما يلي:

١- ما من صائم إلا وقد خالط صيامه خلل أو تقصير, ولا أحد يجزم أن صيامه الحسي والمعنوي قد بلغ التمام والكمال, ولكن الله تعالى برحمته وكرمه يريد أن يمنح الصائم أجره تاماً غير ناقص, فكانت زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث, وتكفير لتقصيره وخلله.

3- إدخال الفرح والسرور على الفقراء والمساكين وطعمة لهم؛ لمشاركة الناس فرحة العيد, فلا ينشغلون عن فرحة هذا اليوم بقوته ورزقه.

4 تعويد الطفل الصغير على الكرم والعطاء, وتعويد الفقير أيضاً على الكرم والعطاء, فزكاة الفطر واجبة حتى على الفقير والمسكين, الذي يستحق الزكاة أصلاً, مادام يملك قوت يومه, كما قال ابن عمر: “فرض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين”.

أما الخلافات الفقهية: هل تخرج زكاة الفطر من الحبوب أم من النقود؟
هل تخرج زكاة الفطر في أول الشهر أم في آخره؟ وغير ذلك من المسائل الخلافية التي تثار حولها دائماً, والتي ستبقى خلافية إلى يوم القيامة؛ لأن الشرع لم يفصل فيها بنص قاطع, فالأولى في هذه الزكاة ـ المعقولة المعنى المفهومة المقصد ـ النظر لمصلحة الفقراء بحسب ظروفهم واحتياجاتهم.

اترك تعليقاً