إخراج الصلاة عن وقتها


المقال التاسع من سلسلة مقالات (بدع آخر الزمان)

إحياء لتراث سيدى ولى الله تعالى فضيلة الشيخ / عمران أحمد عمران
من كبار علماء الازهر الشريف

ومن بدعهم إخراج الصلاة عن وقتها، وهذا أمر لم يتخلف عنه في بلادنا عالم ولا جاهل، حتى بلغ التساهل في شأنها تأخير الكل لآخر النهار، مع إن تأخيرها عندنا من الكبائر. وفي الحديث “من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتي باباً من أبواب الكبائر” رواه الترمذى والحاكم عن ابن عباس .

والأعذار عند السادة المالكية عشرة هى : الصبا. والجنون . والكفر . والاغماء . والسكر ، والنوم. والغفلة . والحيض والنفاس . وفقد الطهورين.

فليس من أعذارك أيها المؤمن زرعٌ ولا جمعٌ ولا متجرٌ ولا مرض.

 قال السادة العلماء: “من كان على أشد حالة من المرض ولو أشرف على الموت وهو فى عقله وأخرها لي الله عاصيا”.

 وقد يسر الله الأمر ولم يحرجنا كما هو شأن الحنيفية السمحاء: من فقد الماء أو لم يقدر على استعماله لمرض فليتيمم، ومن لم يستطع القيام استقلالا أدى استناداً وإلا صلى جلوساً والا فاضطجاعاً كما هو مقرر في محله عند السادة الفقهاء.

فما بالك ونحن نؤخرها لجلسة الفاسق أو الفاسقين، و يقول في اعتذاره الكاذب حبسني الضيف حبسنى العمل حبسنى كذا وكذا من وجوه الأباطيل، وقد ورد أن ابن عباس رضى الله عنهما عمى بصره فقاله له حكماء زمانه أترك الصلاة ونحن نداوى لك عينيك فقال: إنى لأحب أن ألقى الله أعمي ولا أدع الصلاة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان” وهذا الحديث رواه الطبراني فى الكبير وإسناده حسن.

 وورد أنه صلي الله عليه وسلم نصب يده وهو في سكرات الموت وجعل يوصي بالصلاة حتي قبض ومالت يده.

وثبت أن سيدنا عمر بن الخطاب رضى عنه لما قتله أبو لؤلؤة ونقلوه في داره ناداه الخادم “الصلاة وجبت يا سيدى” فقال: “مرحباً بها إنه لاحظ لأحد في الاسلام أضاع الصلاة” وقام يصلى وجراحه تشخب دماً.

 فانظر رعاك الله الى اعتنائهم بشأنها وذكر نفسك وزودها الخوف من هول يوم خافه الصادقون عساها ترجع لمولاها “الى ربك منتهاها”.