ماذا يكفي العبد من المعرفة بربه عز وجل؟ 

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه

سألني أحد المريدين قائلا : شيخي ماذا يكفي العبد من المعرفة بربه عز وجل؟ 

فأجبته : أيها المريد يكفيك العبد المؤمن بالله تعالى من المعرفة بالله العلي العظيم جل ثناءه  ، أن يعرف أنه سبحانه الإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا ند له سبحانه ، ولا ضد له سبحانه ، ولا شبيه له سبحانه ،  ولا شريك معه سبحانه ، ولا يشار إليه جل جلاله بأي إشارة ، لا بأين ولا بكيف ، ولا بفوقية ولا بتحتية

فهو تبارك في علاه فوق كل فوق ، ومهيمن ومحيط بتحت كل تحت ، وهو المتقدس الأسماء ، والمنزه في الصفات ، والمتعال  الذات عن كل نعت وصفة سبحانه ، وهو العلي فوق العلا سبحانه وتعالى ، وهو الحي الباقي بعد فناء كل شئ ، وهو قيوم السموات والأراضين ورب العرش العظيم سبحانه . وهو العليم الذي لا تخفى عنه سبحانه خافية سبحانه ، علمه علم إحاطي،  يعلم ماكان من قبل أن يكن ، وماهو كائن من قبل ان يكون ، وما سيكون من قبل خلق الخلق إذ أنه سبحانه أحاط بكل شئ علما

وهو تعالى الفعال لما يريد والذي لا يقع في ملكه سبحانه إلا ما أراد ، وهو الذي له الأمر من قبل ومن بعد ، أي من قبل خلق الخلق ومن بعد أن خلقهم ، وهو تعالى القائم على ملكه والمدبر لشئون العباد والبلاد سبحانه ، وهو الذي يملك التوبة والمغفرة سبحانه .

بيده عز وجل مقاليد السموات والأرض وناصية كل شئ ، وهو تبارك في علاه مقدر الأقدار ومقلب الليل والنهار وكل شئ عنده بمقدار سبحانه . وهو الحكيم الذي لم يخلق شيئا عبثا سبحانه وتعالى له شأن وحكمة في كل ما خلق وأوجد ، وفيما قضى وقدر سبحانه ، وهو القائم بذاته الغني بذاته والمستغني عن العالمين ، صفاته جل جلاله قائمة بذاته فهو الغني في غناه عن صفة الغنى ، وهو جل ثناءه صاحب الشأن والمراد ، كتب على نفسه سبحانه الرحمة بعباده وخلقه تكرما وتحننا سبحانه وهو عز وجل الذي لا تحيط به العقول ولا تدركه الأبصار سبحانه وتعالى ،  وهو جل جلاله ستار العيوب وغفار الذنوب وقابل التوب وشديد العقاب ذي الطول سبحانه وتعالى ، وهو القادر القدير المقتدر الذي لا يعجزه شئ ، وهو الذي ليس كمثله شئ سبحانه وتعالى .

هذا وكل ما أشرنا إليه عن المعرفة بالله عز وجل جمعه سبحانه في قوله تعالى ” هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم . هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون . هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى . يسبح له ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ” . هذا وما قدروا الله حق قدره ..