سيدى أبى العباس المرسى رضى الله عنه
21 يوليو، 2025
أولياء أمة محمد

بقلم الشيخ : الحسين بن أحمد المالكى الأزهرى
بمناسبة قرب مولد سيدى أبى العباس المرسى لابد علينا ان نتذكر سيرته فكما قيل (بذكر الصالحين تتنزل البركات وتفوح النفحات الطيبات)
نسبه: هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي الخزرجي الأنصاري
ولد سنة٦١٦ه فى مدينة مرسية بالاندلس والذى حصل منها على لقبه المرسى يتصل نسبه بالصحابي الجليل سيدنا سعد ابن عبادة كان جده الأعلى قيس بن سعد بن عبادة أميرا على مصر فى خلافة سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه.
نشأته: كان والده يعمل في التجارة فأرسل إبنه إلى معلم لتعلم القراّن الكريم والتفقه في أمور الدين وقد حفظ القراّن الكريم كله في سنة واحدة وتعلم بالأندلس أصول الفقه والقراءة والكتابة
وكان نموذجا يقتدى به فى الامانة والعفة والنزاهة والصدق.
لقائه بسيدى ابى الحسن الشاذلى قدس الله سره
عزم والده على الحج سنة ٦٤٠ه واصطحبه معه وكان معهما اخيه وأمه فركبوا البحر جميعا وبينهم هم على مقربة من شواطئء تونس هبت رياح عاصفة فأغرقت السفينة غير أن أبا العباس وأخيه قد نجيا من الغرق فقصدا تونس وهناك قابل سيدى أبى العباس قطب زمانه سيدى أبى الحسن الشاذلى قدس الله سره واصطحبه وقال له يا أبا العباس ( ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا وأنا أنت)
يقول فى ذلك سيدى أبى العباس ( لما نزلت بتونس وكنت أتيت من مرسية بالأندلس وأنا إذ ذاك شاب سمعت بأبى الحسن الشاذلي فقال لي رجل نمضي إليه فقلت حتى أستخير الله، فنمت تلك الليلة فرأيت كأني أصعد إلى رأس جبل فلما علوت فوقه رأيت هناك رجلا ً عليه بُرنس أخضر وهو جالس عن يمينه رجل وعن يساره رجل فنظرت إليه فقال عثرت على خليفة الزمان قال فإنتبهت فلما كان بعد صلاة الصبح جاءني الرجل الذي دعاني إلى زيارة فسرت معه فلما دخلنا عليه رأيته بالصفة التي رأيته بها فوق جبل زغوان، فدهشت فقال أبا الحسن الشاذلي: عثرت على خليفة الزمان، ما إسمك؟ فذكرت له إسمي ونسبي فقال لي رفعت إليْ منذ عشر سنين)..
ومن يومها وهو يلازم أبا الحسن الشاذلي ورحل معه إلى مصر سنة ٦٤٢ه بعد رؤياه سيدى أبى الحسن
وقد تولَّى أبو العباس مشيخة الطريقة الشاذلية سنة ٦٥٦ه بعد وفاة شيخه سيدى أبى الحسن الشاذلى قدس الله سره وكان عمره آنذاك أربعين سنة وظلَّ يحمل لواء العلم والتصوف وترك تلاميذ كثيرة منهم سيدى أحمد بن محمد الشهير بابن عطاء الله وسيدى الإمام البوصيرى صاحب البردة وسيدى ياقوت العرش وغيرهم كثير وكثير.
فرضى الله عن سيدى أبى العباس المرسى وقدس سره وطيب ثراه.
أوقات الإنسان فى نظر سيدي الإمام أبو العباس المرسي
يقسم الإمام أبو العاس المرسي أوقات الإنسان إلى أربعة هي :
-
من كان وقته النعمة فسبيله الشكر، وهو مزج القلب بالله
-
ومن كان وقته البلية فسبيله الرضا بالقضاء والصبر
-
ومن كان وقته الطاعة فسبيله شهود المنة من الله عليه إذ هداه الله لها، ودفعه للقيام بها
-
ومن كان وقته المعصية فسبيله الإستغفار
من أقواله :
-
الأنبياء إلي أممهم عطية ونبينا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هدية وفرق بين العطية والهدية لأن العطية للمحتاجين والهدية للمحبوبين، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إنما أنا رحمة مهداه.
-
الطي علي قسمين طي أصغر وطي أكبر، فالطي الأصغر لعامة هذه الطائفة، أن تطوي لهم الأرض من مشرقها إلي مغربها في نفس واحد والطي الأكبر طي أوصاف النفوس.
-
قال رضي في قول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم«أنا سيد ولد أدم ولا فخر»: أي لا فخر بالسيادة وإنما أفتخر بالعبودية لله سبحانه وتعالي.
-
لي أربعون سنة ما حجبت طرفة عين عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ولو حجبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ما عددت نفسي من جملة المسلمين.
-
والله ما جلست بالناس حتي هددت بالسلب وقيل لي لئن لم تجلس لسلبتك ماوهبناك.
-
الأكوان كلها عبيد مسخرة، وأنت عبد الحضرة.
وفاته : توفي في 25 ذو القعدة سنة 686 هـ ودفن في الإسكندرية
المصدر:
كتاب لطائف المنن لسيدى ابن عطاء الله السكندرى.