نحتاج إلى صحوة
20 فبراير، 2025
العلم والعلماء

بقلم الدكتورة : حنان محمد ( واعظة بوزارة الأوقاف المصرية )
مجالس العلم من أعظم المجالس في الأرض ، بل إن الملائكة تحفها والسكينة تنزل على أهلها، والرحمة تغشاهم، ويذكرهم الله عز وجل فيمن عنده ، والطريق إلى العلم يسهل الله له به طريقًا إلى الجنة .
تعالوا معى اليوم نتكلم عن فضل طلب العلم
من فضائل طلب العلم
أن الله عز وجل استشْهَدهم على ما شَهِدَ به هو تبارك وتعالى؛ قال عز وجل: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ }
العلماء هم ورثة الأنبياء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وإن العُلَماءَ ورثةُ الأنبياءِ، إن الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذَهُ أخذَ بحظٍّ وافرٍ»
رفع الله عز وجل قدر أهل العلم لا لحسبٍ ولا لجاه ولا لمال، وإنما بسبب العلم: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
وأجر العلم لا ينقطع حتى بعد موت الإنسان؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ ينتفعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له»
ويكفي في فضل العلم أنه علامة على إرادة الله عز وجل الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: «من يُرِدِ اللهُ به خيرًا، يُفقِّهْه في الدِّينِ»
ولأهمية العلم النبي صلى الله عليه وسلم كانَ يقولُ إذا صلَّى الصُّبحَ حينَ يسلِّمُ: «اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلمًا نافعًا، ورزقًا طيِّبًا، وعملًا متقبَّلًا»
لذلك في بدايات الطلب انتبه إلى نشاط البدايات، الإنسان في البداية يكون عنده نشاط وهمَّة، وبعد ذلك قد يصاب بالكسل، أو يشعر بالفتور أو التراخي، وتبدأ مداخل الشيطان، الشيطان لن يتركك تتعلم؛ لأن العلم هو سلاح تواجه به البدع والمنكرات والمحرمات والفتن التي في الدنيا،أصلح قلبي، وأصلح أعمالي، وأزكِّي نفسي، وأصلح أحوالي مع الله عزو جل
الشيطان لن يتركك تتعلَّم، سيضع لك العراقيلَ في كل وقت وحين، أنتَ مشغول بالعمل والإنفاق على الزوجة والأولاد .حينها تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم “لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتَّى يسأل عن أربع، عن عمره فيم أفناه، وعن جسده فيم أبلاه، وعن علمه ما عمِل فيه، وعن ماله من أين كسبه وفيم أنفقه”
هذه الاسئلة ليست سهلة كما يتخيلها البعض لأنه سؤال عن عمرك كله، كل حياتك كل أوقاتك وساعاتك، لو ضيَّعنا أي وقت في غير طاعة أو ضيعنا وقت في معصية، أو ضيعنا وقت حتى انشغلنا بالمباح، بماذا سنجيب وكيف سنجيب.؟؟!!!
نحتاج إلى صحوة
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن أراد بهم الخير ممن يتعلمون ويعلِّمون الناس، وينشرون الخير بين الناس،