نقلت كتب التاريخ أثر هاماً عن تجهيز صلاح الدين الايوبى للجبهة الداخلية قبل الحرب والاحداث المصيرية، تدل على أهمية استشعار جميع افراد المجتمع اهمية الرجوع الى الله والاتحاد والاحساس بالمسئولية تجاه الدولة واهدافها، وبصفة خاصة لو كانت فى خطر محدق يهدد الدين والعقيدة كما هو الحال وقت الحملات الصليبية الشرسة التى قادها الغرب الصليبى الماسونى للاجهاز على الرسالة المحمدية التى جاء بها سيدنا رسول الله ﷺ الى البشرية جمعاء فى كل العصور حتى تقوم الساعة.
فقد روى الإخباريون فى كتب التاريخ ان ” صلاح الدين الأيوبي” قد إستدعى قبل معركة حطين بأيام صاحب الشرطة في دمشق أى رئيس الشرطة وهو فى مرتبة وزير الداخلية فى عصرنا هذاوقال له “يا صاحب الشرطة، أذّن في الناس، لا يبيتن أحد وبابه مغلق عليه، ولا يغلقن تاجر باب متجره عند ذهابه لبيته” اى ان جميع البيوت والدكاكين ستكون مفتوحة ومعرضة للسرقة وفى هذا فرصة عظيمة للصوص ولكن تأتى المفاجأة!!
إستغرب صاحب الشرطة الطلب، وحاول أن يحتج، لكن “صلاح الدين” قال له بحزم: “نفِّذ ما أَمرتُكَ به”. صاح المؤذنون فى مدينة دمشق بالشام لتبليغ أمر السلطان صلاح الدين للناس وكان عدد سكان دمشق حينها اكثر من 150 الف نسمة تقريباً في اليوم التالي، إستدعى السلطان “صلاح الدين” صاحب الشرطة وطلب منه ان يكرر ما فعله ليلة أمس، وإستدعاه في اليوم الثالث وطلب منه تكرار نفس ما فعله في الليلتين السابقتين.
ثم إستدعاه في اليوم الرابع وسأله: هل تم إبلاغكم عن اي سرقة؟ أجابه: كلا يا مولاي. هنا قال “صلاح الدين” لقائد جيشه الذي كان في مجلسه: “الآن أعلنوا النفير للمعركة، والله لو بُلِّغتْ عن سرقة واحدة لأجلت المعركة عشر سنين.
نفس الشئ هو ما كان عليه المصريون وقت الغزو المغولى الذى اجهز على الشرق الاسلامى وأتى على اكبر مدنه ودمرها والتى كانت تعد حاضرة الاسلام كبغداد وسمرقند وبخارى والرى وغيرها من بلاد العراق وفارس وبلاد ما وراء النهر، لقد دمر المغول جميع من فى تلك البلاد وعندما وصل الزحف المغولى على الحدود المصرية الشرقية، تغير حال المصريين
تذكر كتب التاريخ انهم احسوا كأنهم فى عصر النبى ﷺ والصحابة وكأن روحاً عظيمة تتخلل ارواحهم منعت السارق عن سرقته والكاذب عن كذبه وجعلت حتى المماليك يجودون بارواحهم قبل اموالهم وحذوا فى ذلك حذوا الشعب المصرى وامتنعت المظالم، فكان نتيجة ذلك ان كسروا عدوهم وهزموا المغول وانتصفوا للاسلام وانقذوا البشرية وكان حصيلة جميع ذلك ان اسلم المغول انفسهم وحسن اسلام ملوكهم وحكموا فى بعد فى البلاد الشرقية التى فتحوها بالعدل والسوية
فعلينا ان نرجع الى الله تعالى الذى عليه مدار صلاح امر الدنيا والاخرة، واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.