بقلم الشيخ : رماني عبد العزيز بن محمد الطلميني الڨوراري الجزائري
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
الحياة أو الإيجاد من عظيم نعم الله على العبد فأعز اللهُ وجودَ الخلق وأكرم من أناط بسببه هذه النعمة إبتداءا من سيدنا ومولانا رسول الله صلى عليه وسلّم كما عُقد على ذالك عند أهل السنة والجماعة فكان الجزاء أن أمر غيره بلإتباع له وصدق المحبة له إذ له اليد في الإيجاد والإمداد ثم تعدى إجلال هذه النعمة(الإيجاد) إلى تشريف الوالدين فقال تعالى (وقضى ربك أن تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)
ثم وجه الحق جل جلاله عباده إلى الغوص في كيان أنفسهم ليبحثوا عن إرادة المنعم من حقيقة النعمة فألهمهم لذلك إبتداءا من باب الفطرة السليمة فجعل ميلها للبحث عن من امتن بإظهارها إلى هذا الوجود لتتطلع إلى مراده من الإظهار وهذا كان قبل ظهور نور الإسلام ، وماإ ن أسفر نور النبي بحقيقة الرسالة حتى أخبر المولى عز وجل علنا بالمراد فقال: ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) لتتشعب في مراد الله أي العبادة كل نيات عمل الخير على غير عد ولاحد ليكون الإختيار للإنسان في النوايا وفي الطريق التي تمكنه من تحقيق مراده عز وجل من غير مشقة ولاكلفة فيسمى بعد ذالك ماختاره مماتوافق مع عوامل قدرته
الهدف : إن الهدف في الحقيقة هو إحدى قواعد أرضية الحياة التى من شأنها إن أُنشأت نشأة سليمة أن تقاوم تضاريس الأفكار المتطرفة فما يعانيه المجتمع الإنساني اليوم من فقد السيطرة عن مقود سيره نتائج تهاون إعداد هذه الركيزة قبل عقود إذ كان إعتماده في تحديد الأهداف رغابات النفس المنفصلة عن قواعد التفكيرالسليم وكذالك على مستوى أقل مثلا في حياة شباب وكهول مجتمعنا العربي فسبب مانلاحظه من مخالفات فطرة النوع الإنساني وبالأحرى الفرد المسلم نتائج تدهور منظومات التوجيه التي تستعملها الدول كوزرات التربية ومعاهد وجامعات التكوين وسبب تدهورها إخلالها في طريقة تحديد الأهدافوذالك بإهمالها لمراد الله حين إستنتاج قواعد تحديد
الأهداف : ولئن سئلت عن منحى تحديد الأهداف الناتجة فلا قول لي إلا التحليل العميق لأوامر الشارع الحكيم ثم استنباط ما أمكن من قواعد توجيهه لأنه ماجاء إلا لإيصال النوع الإنساني وبالأحرى المسلمين إلى أعلى مستويات الرغد المعقول المقرر بأحكام عامة توافق وتتماشى مع جميع العباد -وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما.