الرشاوي المقنعة

بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : سيد مندور

 

انتشرت في الآونة الأخيرة الرشاوي وقد أخذت مسميات عديدة أما الهدايا أو الاكرامية واعجبها الشاي.

وأتذكر قصة عجيبة حدثت في عهد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..

فعَنْ أَبِي حُمَيْد عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ سعدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً مِنَ الأَزْد يقَالُ لَهُ: ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ عَلَىٰ الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هذَا لَكُمْ، وَهذَا أُهْدِيَ إِلَيَّ، فَقَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلَىٰ الْمِنْبرِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَىٰ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَىٰ الْعَمَلِ مِمَّا ولاَّنِي اللهُ، فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هذَا لَكُمْ، وَهذَا هَديَةٌ أُهْدِيَتْ إِلَيَّ، أَفَلاَ جَلَسَ فِي بيْتِ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُ هَدِيَتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقاً؟ وَاللهِ لا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنكُمْ شَيْئاً بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللهَ تَعَالَى، يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلا أَعْرِفَنَّ أَحَداً مِنْكُمْ لَقِيَ الله يَحْمِلُ بَعِيراً لَهُ رُغَاءٌ، أَو بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ»، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّىٰ رؤيَ عُفْرَةُ إِبْطَيْهِ فَقالَ: «اللهم هَلْ بَلَّغْت» ثلاثاً. هذا الحديث مُـتَّفَقٌ عَلَيْه .

وهناك حديث آخر لسيدنا رسول الله ورواه سيدنا ابو هريرة ..
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلمَةٌ لأَخِيهِ، مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلله مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلمَتِهِ، وإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سيَئَّاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ». رَوَاهُ الْبُخَارِيّ.

وَعَنْهُ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ عَلَىٰ ثَقَل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ كِرْكِرَةُ، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هُوَ فِي النَّارِ»، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إلَيْهِ، فَوَجَدُوا عَبَاءَةً قَدْ غَلَّهَا. رَوَاهُ البُخَارِي.

فياليت من يأخذون الرشاوي بالمسميات الجديدة أن يتقوا الله وان يستعدون للقاءه ..