الحسد: ظلال النفس المظلمة أمام نور النعمة

بقلم : وفاء سامي ( استشاري وعلاج نفسي -محفظة وداعية اسلامية )

الحسد هو تلك النار المستعرة التي لا تنطفئ إلا بزوال المحسود أو موته، فهو العدو الصامت الذي لا يحتاج إلى سلاح ظاهر ليؤذيك، وإنما يغتذي على أنفاسك وأخبارك. الحكمة هنا ليست في محاولة إرضاء الحاسد، فهذا مستحيل، بل في اختزال وجودك بعيدًا عن نظره، وحرمانه من الوقود الذي يلهب حقده.

إن الحاسد أشد قربًا للشيطان من الساحر، لأن الأخير يحتاج إلى طقوس وعهود بينما الحاسد يعمل بفطرته المظلمة، يؤذيك بمجرد الكراهية التي تعتمل في صدره، دونما شرط أو قيد. لذا، الحكماء يحثوننا على ستر النعمة عن العيون الحاقدة، ليس ضعفًا، بل حفاظًا على السلام النفسي والعطاء الهادئ الذي لا يحتاج إلى تصفيق العالم أو اعترافه.

قال الله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا (رواه البخاري ومسلم).

سبحانك ربي هذه النصوص تذكرنا بأن الحسد ليس فقط عدوًا للإنسان، بل هو مخالفة لتعاليم الله ورسوله، ودعوة للعيش برضا وقناعة.

اترك تعليقاً