الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ

المقال الأول من سلسلة ( الإحسان حياة ونجاة )
بقلم الدكتــور : محمد عيسي القاضي

من دعاة الأزهر الشريف

* الإحسان من (ح س ن)، وهو يدل على الجمال والفضل .

* والإحسان هو أعلى مقامات الدين بعد الإسلام والإيمان ، فهو مقام المراقبة والمشاهدة وليس المراقبه فحسب .

* وحقيقة الإحسان عندنا هو رؤية الجمال الإلهي في كل شيء ،وأن يحسن العبد في كل حال، سواء في العبادة أو في المعاملة أو في الصبر .

قال ابن عطاء الله السكندري في “الحكم”:

الإحسان أن لا ترى لنفسك إحسانًا، بل ترى كل إحسان من الله إليك.”

وللإحسان مراتب :-

1. إحسان العبادة: أن يعبد الله كأنه يراه.

2. إحسان المعاملة: أن يحسن إلى خلق الله.

3. إحسان القلب: أن يكون قلبه نقيًا من الرياء والغلّ.

4. إحسان السرّ: أن لا يرى لنفسه عملًا، بل يرى فضل الله وحده.

ومن أمثلة الإحسان في طريقنا ما حدث من مولانا الشيخ عبد القادر الجيلاني إذ مرّ عليه فقير في البرد الشديد بلا ثوب، فنزع مولاتا الجيلاني جبته وألبسه إياها.
فقال له المريدون: “يا سيدي، ستبرد.”
فقال: “وجدت دفء الإحسان يغنيني عن دفء الجسد.”

فالإحسان هو جمال الباطن قبل جمال الظاهر،وهو إتقان العمل مع دوام حضور القلب مع الله،
وهو روح الدين وسر السلوك،
وبه يتميز العارف عن العامي، والعبد الصادق عن مدّعي الطريق.

لذا قال بعض العارفين :
” الإسلام جسد ، والإيمان قلب ، والإحسان روح “
فاللهم ارزقنا الإحسان واجعلنا من المحسنين