التربية الوجدانية الطريق إلى بناء إنسان متوازن

بقلم : إيمان السعيد
( كبير مقدمى البرامج بالهيئة الوطنية للإعلام )

أصعب اللحظات التي يعيشها كل أب وكل أم عندما يشعرنا العقوق من الأبناء الذين قدموا الكثير لهم طوال رحلة الحياة.

ولكن لو حاول الأباء أن يعودوا بالذاكره إلى طفوله أبنائهم وجدوا أنفسهم مقصرين بحق هؤلاء الأبناء من ناحيه التربيه الوجدانيه.

فهذا الحق لايمكن أن ننكر أثره في سلوكيات الابن في المستقبل،

الوجدان في أبسط تعريفات هو ذلك الشعور العاطفي الذي يؤثر بشكل مباشر على سلوك الإنسان حيث أثبتت الدراسات العلمية أن نجاح الإنسان لايتوقف ع الشهادات والتحصيل العلمي اللذين يعبران عن الذكاء العقلي وإنما يحتاج لنوع آخر من الذكاء وهو الذكاء الوجداني أو العاطفي.

ومن هنا تأتي اهميه التربيه الوجدانيه لاطفالنا،
حيث تبدأ التربيه منذ اللحظات الأولى في حياة الطفل ثم تأخذ الشكل الممنهج المنظم في سن السادسه حيث إن هذه السن مهمه جدا لأنها فترة بناء وتأسيس وتكوين شخصية الطفل، ففي هذه المرحلة يوجد للطفل احتياجات عاطفيه فيجب على الآباء والأمهات والمدربين اشباعها لأن حرمان الطفل منها يؤدي إلى خلل وعجز انسان المستقبل عن إعطاء الحب طوال حياته.

فالرسول عليه السلام يعلمنا كيف تكون الرعايه العاطفيه للأبناء متمثله في تقبيله للحسن والحسين رضي الله عنهما وسكونه عند السجود حتى لايزعج أحفاده عندما اعتلوا كتفيه، ونهوضه واستقباله بالابتسامه عندما كانت تدخل عليه ابنته السيده فاطمه رضي الله عنها وغيرها من المواقف التي تغذي المشاعر العاطفيه التي يحتاجها الطفل.

ومن هذا المنطلق يتضح وجود علاقة وثيقه بين الوجدان والسلوك لأن تربيه الجانبين العقلي والعاطفي لدى الطفل أمر مهم فتربيه المشاعر والأحاسيس هي التي تغرس القيم وتعلم الطفل فهم الآخرين والتعامل معهم بنجاح وتعتمد على تهيئه المناخ للطفل بخبرات تعليميه تؤثر على تنميه الحس والوجدان لديه لأنه يكتسب من خلالها مفاهيم عديده منها الصواب والخطأ، الجمال والخير والأولويات والمهارات المختلفه مثل مهارات التسامح وحرية التعبير، كل هذا لايأتي الابطريق غير مباشر من خلال احتكاك الطفل بصوره مستمره مع البيئة المحيطه به فتتولد الخبره التي تؤثر إيجابا وسلباعل الطفل ومن ثم تتراكم الخبرات الايجابيه وتؤثر بشكل مباشر ع وجدان الطفل وهنا يكتسب الذكاء العاطفي

ومن أهم محاور التربيه الوجدانيه للأسره مرورا بالبيئة المحيطه به وصولا للأصدقاء لأن الطفل بحاجه الى كل أنواع العلاقات الانسانيه لتوسيع الدوائر الاجتماعيه وتعليم المعايير الاجتماعية بشكل منظم تجعله قادرا على التمييز بين الحقوق والواجبات وبين احتياجاته واحتياجات الآخرين.

ونؤكد أن تنميه مشاعر وأحاسيس الطفل بالصور الايجابيه من خلال المديح غير المبالغ فيه هو عدم ممارسه اي شكل من أشكال العنف وبث الثقه في نفسه سيؤدي في النهايه إلى علاقة ايجابيه لهذا الطفل مع الحياة

وعلينا أن نراعي في تربيتنا لآبنائنا أن نضع نصيحه جبران خليل جبران أمام أعيننا

أن أطفالكم ماهم أطفالكم بكم يخرجون إلى الحياة ولكن ليس منكم وان عاشوا في كنفكم قد تمنحوهم حبكم ولكن دون أفكاركم فأرواحهم تسكن في دار الغد انتم الأقواس ومنها ينطلق ابناؤكم سهاما حيه