آية الطمأنينة


بقلم د.إيمان إبراهيم عبد العظيم

مدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر – واعظة بوزارة الأوقاف

﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾
هذه الآية إذا عقلها المؤمن تبثُّ في نفسه الطمأنينة، أنت مع من؟ أنت مع الخالِق وخصومك مع المخلوقين، أنت مع الرازق وخصومك مع المرزوقين، أنت مع من بيده ملكوت السماوات والأرض، أنت مع مَن كل من في الكون دونه، دونه في القوة، قوتهم من قوَّته، لا وجود لهم أمام وجوده: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ أي أيعقل أن تؤمن به وأن تستقيم على أمره وأن يخوِّفك من خصومك؟ وأن يحوجك إليهم؟ وأن يسلطهم عليك؟ وأن يجعل مصيرك بين أيديهم؟ لكن آية تستحق التدبر!

أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٦) وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ (٣٧) (سورة الزمر)

“أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ؟”

تأمل هذا السؤال الرباني الذى يُوقظ فى القلب اليقين، أليس الله بكافيك؟ أليس هو من خالقك، ورازقك، وساتر ضعفك، وسامع نجواك، وهو دائماً معك؟ فما الذى يُخيفك بعده؟ ولماذا تتعلق بمن لا يملك لك ضرًا ولا نفعًا؟

“وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ” أى يُخوفونك بالفقر.. بالناس.. بالأيام، ولا يعلمون أن من كان الله معه فلن يضره شيء.

“وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ.. وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ” فالهداية بيد الله، وليست بيد بشر. فمن هداه الله لن يُضله أحد، ومن أضل لن تنفعه الدنيا بما فيها ومن فيها.

“أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ” إنه هو القوى الجبار المنتقم من الظالمين، الحافظ لعباده المؤمنين. لذلك فإن رعاية الله وحدها تكفيك.

قال الدكتور مصطفى محمود رحمه الله: “الإيمان أن تذوب همومك فى كنف رحمة الله، وأن ترى الفرج فى جوف الضيق.”

لذلك اجعل قلبك معلقًا بالله وردد بيقين: “حسبى الله، لا إله إلا هو عليه توكلت.. وهو رب العرش العظيم.”