بقلم د.إيمان إبراهيم عبد العظيم مدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر – واعظة بوزارة الأوقاف
يتفوق النحل على الإنسان في علم التحنيط. و الدليل على ذلك قد يدخل فأر صغير إلى خلية النحل، وينجذب بسبب رائحة العسل ودفء المكان، لكنه بفعله هذا يرتكب خطأه الأخير.
تقوم جحافل من النحل العامل بمهاجمته والدفاع عن الخلية بشراسة، وتقوم بلسعه حتى يفارق الحياة.
لكن المشكلة تبدأ بعد ذلك… فجسد الفأر أكبر من أن يستطيع النحل حمله إلى خارج الخلية! وهنا تظهر عبقرية النحل في التعامل مع الخطر.
بدلاً من ترك الفأر يتعفن وتنتشر البكتيريا والروائح الكريهة في الخلية، يقوم النحل بـتحنيطها.
كيف؟ باستخدام مادة مذهلة تُسمى: البروبوليس (صمغ النحل): وهي مادة صمغية يصنعها النحل من راتنج الأشجار، لها خصائص: مضادة للبكتيريا والفطريات عازلة تمامًا للرطوبة تمنع الروائح وتحلل الأنسجة
يقوم النحل بتغطية الفأر بطبقات من الشمع والبروبوليس، فيحاصرها ويمنع أي تحلل أو نمو للجراثيم، وهكذا تجف تدريجيًا وتتحول إلى هيكل عظمي محفوظ، دون أن تضر بالخلية أو بيئتها! ليس لدى النحل “عقل” بشري، ومع ذلك يتصرف بهذا النظام والدقة