نعم للمراجعات .. لا للتراجعات
12 أبريل، 2025
بناء الأسرة والمجتمع

بقلم د : علي عبدالله الحامدي
مواقفك وعلاقاتك ونشاطاتك لا يمكن أن تسير في خط مستقيم مدى الحياة، بل لابد أن تتراوح بين الكثير من الصعود والهبوط.
وهذا شيء طبيعي، فأنت في عقلك لست متعاليًا على الواقع، ولا متجاوزًا لكثير من المعطيات، بل لابد أن تتأثر برواسب التجارب، وخبرات الماضي، وضغوط الواقع، وكل هذا له تأثير ولابد في قناعاتك وتفكيرك ومواقفك.
هنا لابد من أن يكون ضمن مبادئك مبدأ المراجعة بشكل دوري، لسلوكياتك ونشاطاتك وعلاقاتك وطموحاتك، لكي تُقوِّم الانحرافات، وتتفادى الأخطاء، وتدرك مواطن الوهم والفشل.
لكن بقدر ما يكون مبدأ المراجعة ضروريًّا لحياة أفضل، وفهم أعمق، ولاكتساب القدرة على مواجهة التحديات، فإن ذلك لا يعني أن تسقط في قبضة التراجع عن مبادئك، وقيمك، وإطار الرؤية الكونية التي جاء بها الإسلام بما فيها من أصول وحقائق، وأحكام وتوجيهات.
المراجعات عنصر من عناصر السعادة، فهي تثري العقل، وتنمي الفكر، وتفسح مناطق واسعة في النفس، أما التراجعات تحت ضغط سلطة التقاليد الاجتماعية أو الأيديولوجية المعادية للإسلام كالعلمانية والنسوية، فهي تعني هزيمتك الوجودية، ومن ثمَّ لا يعود هناك قيمة لانتمائك للإسلام، ولا للقيم والمبادئ التي كنت تؤمن بها.
إذنْ راجع دوريًّا علاقاتك الزوجية والأسرية، علاقاتك الاجتماعية المختلفة، أفكارك وقناعاتك، مواقفك وسلوكياتك، فهذا ليس حرامًا ولا عيبًا، ولكن لا تتراجع عن هويتك الإسلامية الأصيلة، وقيمها ومبادئها، وأحكامها وتوجيهاتها.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه