كيف عالج القرآن والشريعة الإسلامية ضيق الرزق

بقلم الكاتب والداعية الاسلامى
الاستاذ الدكتور : رمضان البيه

عزيزي القارئ لازال الحديث على أن القرآن الكريم مصدر هدى وشفاء للمؤمنين ، شفاء من كل ما يعتلي الإنسان في رحلة حياته الدنيوية ، نفسيا وجسديا ومعنويا .

وحديثنا اليوم عن الشفاء من أخطر الأمراض التي تصيب البشر وخاصة ضعاف الإيمان وقلة اليقين ، حديثنا عن هم الرزق وما يتعلق بأسباب الحياة والخوف من الفقد والغد وحمل همومهما وما ينتج عنهما من القلق والحيرة واليأس والجزع والقنوط و الإكتئاب وفقد الأمل والثقة في الله تعالى وفيما عنده .

حديثنا عن أكثر ما يقلق غالبية البشر عن ” الرزق ” وكيف عالج القرآن هذه المسألة بآياته البينات المحكمات وكيف بعث في القلوب والنفوس الطمأنينه والراحة والشعور بالأمن وعدم الخوف والجزع والقلق والحيرة ..

بداية الإنسان منا في رحلة حياته الدنيوية يتقلب ما بين أمرين لا ثالث لهما وهما بيد الله سبحانه وحده وبقدره المسطر أزلا بعلمه الإحاطي القديم السابق والمتقدم على وجود الخلق . وهما ” رزق مقسوم لا حيلة فيه ، وأجل محتوم لا مفر ولا مهرب منه ” .

وصدق تعالى إذ قال ” سبح بإسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاءا أحوى ” .

هذا ولكي تطمئن القلوب وتستريح النفوس أكد الحق عز وجل أنه تعالى هو الرزاق والمتكفل بأرزاق الخلائق في آيات كثيرة  :

منها :قوله تعالى ” إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ” . وقوله سبحانه ” إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ” .

وقوله جل جلاله ” وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين ” .

وقوله جل ثناءه ” وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ” .

وقوله جل شأنه ” ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ” .
وفي آية أخرى ” نحن نرزقهم وإياكم ” .

هذا وقد جعل سبحانه وتعالى مفاتيح لتيسير الأرزاق ولفتح خزائنها التي لا نفاد لها ولا نقص منها مع عظم إنفاقه عز وجل وكرمه وجوده على الخلائق والعباد ..

 

أسباب تيسير الأرزاق وفتح باب العطاء والفضل الإلهي :

أولا : ” الإيمان والتقوى ” لقوله تعالى ( ولو أن أهل القرى آمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) .
وقوله عز وجل ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ..

ثانيا : ” ذكر الله والإكثار من الإستغفار ” لقوله تعالى على لسان سيدنا نوح عليه السلام لقومه ( فقلت إستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) .

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال ( من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ) .

وفي الحديث القدسي يقول سبحانه وتعالى ( من شغله ذكري عن مسألتي، أي الطلب والسؤال ، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) .
وفي حديث آخر يقول جل جلاله ( عبدي أذكرني عند الصبح ساعة وعند العصر ساعة أكفيك ما بينهما ) ..

ثالثا : ” كثرة الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم . فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله إني أكثر من الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ .قال” ما شئت ” . قلت : الربع ؟ .قال ” ما شئت وإن زدت فهو خير ” .قلت : النصف؟ .قال ” ما شئت وإن زدت فهو خير ” .قلت : الثلثين؟ .قال ” ما شئت وإن زدت فهو خير ” .قلت : أجعل صلاتي كلها ؟ . قال ” إذا يكفيك الله ما همك من أمر الدنيا وأمر الآخرة ” وفي رواية أخرى قال ” يكفى همك وتقضى حاجتك ” ..

ثالثا ” الدعاء مع اليقين بالإجابة : يقول تعالى ( وقال ربكم إدعوني أستجب لكم ) . ويقول تبارك في علاه ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) . ويقول عز وجل ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تشكرون ) .

هذا بالإضافة إلى الكرم وجبر الخاطر فالكريم لا يرام. وأن يكن هم العبد وشغله الشاغل طاعة الله تعلى ومرضاته فمن كان الله همه كفاه الله همه . ومن تولاه الله كفاه وأحبه وقربه وأدناه ..

اترك تعليقاً