الصمت الهدوء القاتل


بقلم : إيمان السعيد
( كبير مقدمى البرامج بالهيئة الوطنية للإعلام )

تربيه الطفل مسئولية تتطلب الكثير من الوعي والصبر خاصه فيما يتعلق بتعديل السلوك وتصحيح الاخطاء .

احيانا كثيره تعتقد الام ان عدم الحديث مع طفلها هو العقوبه المناسبه لتصرفاته الخاطئة وهذا مايعرف بالصمت العقابي .

فما تأثير الصمت العقابي على شخصيه ونفسيه الطفل؟

الصمت العقابي هو عدم الاستجابه المطالب الطفل اتجاهل سلوكه لفترة مؤقته كنوع من أنواع العقاب على تصرفات غير مرغوب فيها .

ولكن الصمت العقابي لايناسب الطفل في سن صغيره كونه مازال في مرحله التكوين النفسي واختبار أهميته ومدى تقبل الأسره له ، واذا قرررت الأسره استخدام الصمت العقابي فإنه يناسب الأبناء الأكبر سنا لأنهم يدركون اهميه شخصيتهم داخل الأسره ، 

ولكن عند استخدام الأسره الصمت العقابي كوسيله لتعديل سلوك الطفل لابد الأخذ في الاعتبار عده أمور منها :

التوازن بين حجم سلوك الطفل وحجم العقاب فرد الفعل لابد وان يكون مناسبا للفعل
الانتباه لطبيعه ونفسيه الطفل

وهنا نشير الي ان الصمت العقابي آثار سلبيه على الطفل

حيث يعتبر رساله موجه له بأنه مرفوض ممايؤثر على ثقته في نفسه، ويزيد من مشاعر الغضب لديه، كما يسيطر على الطفل الخوف من فقد الآخرين ويحاسب نفسه باستمرار محاولا إرضاء الآخرين على حساب نفسه

الصمت العقابي يجعل الطفل في حيره بين القبول الاسري وعدم القبول ومع تكراره يحدث شروخ وتدمير في العلاقه بين الطفل ووالديه

ويوضح المتخصصون انه بدلا من اللجوء للصمت العقابي يفضل استخدام طرق تربويه إيجابيه تعزز التواصل والتفاهم بين الطفل ووالديه منها

الحوار بشكل هادئ مع شرح الأخطاء فهذا الحوار يعطي للطفل فرصه للتفكير في سلوكياته غير المرغوب فيها .

مع منح الطفل مساحه لشرح دوافعه لفعل هذه السلوكيات

وعلى الوالدين استخدام العقوبه المناسبه لسن الطفل لتصحيح السلوك وليس اللوم وعتاب الطفل مع التركيز انهما يرفضان السلوك وليس الطفل

اخيرا العقاب بالصمت ليس وسيله تربويه صحيحه بل هو عنف عاطفي، فالتربيه السليمه مزج بين الحزم والرحمه

وعلينا كآباء وضع الحدود والقواعد لاطفالنا وتوضيح الخطأ لكن دون حرمانهم من الشعور بالحب والأمان والانتماء