من صحف إبراهيم وموسى.. دروس خالدة في تزكية النفس وتقوى الله


بقلم الكاتب والداعية الإسلامى

الدكتور : رمضان البيه

كل الرسالات السماوية تدعو إلى تقوى الله عز وجل والإشتغال بذكره سبحانه والنظر في آياته تعالى وتحذر من فتن الدنيا والركون إليها وتدعوا إلى الإتعاظ والإعتبار والإنشغال بإصلاح النفس وتزكيتها ..

يقول تعالى( قد أفلح من تزكى . وذكر إسم ربه فصلى. بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى . إن هذا لفي الصحف الأولى .صحف إبراهيم وموسى )

عن صحف سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى عليهما السلام يحدثنا الصحابي الجليل سيدنا أبا ذر الغفاري رضي الله عنه فيقول :
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله عن صحف إبراهيم وموسى ؟.
فقال ( كانت أمثالا كلها وعبر ).
منها ( أيها الملك المسلط المبتلى .أي المختبر . المغرور . إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض . ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها وإن كانت من كافر .. وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات ..فساعة يناجي فيها ربه . وساعة يحاسب فيها نفسه . وساعة يتفكر فيها في صنع الله عز وجل. وساعةيخلو فيها لحاجة من المطعم والمشرب . .ومنها.. على العاقل أن لا يكون ظاغنا ..أي مهتما .. الا لثلاث ( تزود لمعاد .أي ان يتزود من التقوي والأعمال الصالحة لآخرته .. أو مرمة لمعاش . أي للسعي والعمل والإكتساب لأمور معايشه .. أو لذة في غير محرم ) ..ومنها أيضا ( على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه . مقبلا على شأنه . حافظا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه ) .

فقلت..أي أبا ذر :
يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام؟
فقال ( كانت عبرا كلها ..منها..عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح . وعجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك . وعجبت لمن أيقن بالقدر ..
أي قدر الله تعالى وتقديره.. ثم هو ينصب ..أي يحزن ويغتم .. وعجبت لمن هو رآي الدنيا وتقلبها بأهلها ثم إطمئن إليها ..وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا..أي يوم القيامة.. ثم لا يعمل ) .فقلت يارسول الله: أوصني .فقال ( أوصيك بتقوى الله فإنها رأس الأمر كله ).

فقلت زذني :
فقال ( عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء ) .

فقلت : زدني
فقال ( إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه ) .

فقلت زدني : فقال ( عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي ) .

فقلت زدني : فقال ( أنظر إلى من هو تحتك ولا تنظر إلى من هو فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري ..أي تحتقر وتستقل نعمة الله عندك ) .

فقلت زدني يارسول الله ..

فقال ( لا يردك عن الناس ما تعلمه من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتيه ..أي لا تشدد عليهم فيما تفعله .. وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهله من نفسك فتجد عليهم فيما تأتي ) .ثم ضرب صلى الله عليه وسلم وعلى آله على صدري وقال ( يا أبا ذر ..لا عقل كالتدبير . ولا ورع كالكف ..أي كف الأذى عن الناس والكف عن المعصية ..ولا حسب كحسن الخلق ) ..