“الولاية وأهلها.. سيرة الشيخ أحمد رضوان الحسني رضي الله عنه”
24 سبتمبر، 2025
أولياء أمة محمد

بقلم الدكتور: رمضان البيه
يقول تعالى ” ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ” .
والولي هو من توالت أعماله على الموافقة ‘ أي’ ما وافق ما جاء في كتاب الله تعالى الكريم وسنة وهدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى آله الأطهار .
والولاية معناها التأييد والنصرة وهي من المولاة . والولي يتقلب في معية الله عز وجل في كل أحواله . فإذا نظر شاهد آيات الله . وإذا نطق نطق بالذكر والثناء على الله تعالى . وإذا صمت كان متأملا في آيات الله مشاهدا لعظمة ربه تعالى ومولاه وطلاقة قدرته وبديع صنعه . والولي هو من تبرأ من حوله وقوته وأسقط إختياره وتدبيره لإختيار وتدبير سيده ومولاه جل في علاه . وهو القاصد والطالب لله تعالى بحال صدق وإخلاص وبدفع المحبة الصادقة . وهو المتجرد من العلل والأغراض والغير متطلع للأجر والثواب والجزاء في الآخرة . لا يرجو إلا رضاء مولاه تعالى وقربه .
هذا ومن فضل الله عز وجل أن جعل الأمة المحمدية عامرة بأهل ولايته . أهل الإيمان والصلاح والتقوى والصدق .
ولقد أشار الحق سبحانه إلى هذا الفضل الدائم في الأمة بقوله تبارك في علاه ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ” .
هذا ويكفي الولي نوال شرف النسبة والإنتساب إلى الله جل جلاله .
هذا وبلاد الصعيد في مصر عامرة بأهل ولاية الله تعالى . منهم العارف بالله السيد الشريف الشيخ أحمد رضوان الحسني مؤسس وشيخ الساحة الرضوانية بالأقصر في صعيد مصر .
تلك الساحة العامرة والتي تعد جامعة لكل الفضل والخيرات من تحفيظ القرآن وتدريس علوم الدين . ومجالس الذكر . وإطعام الطعام ومد يد العون والمساعدة للأرامل واليتامى والفقراء والمساكين ،

والسيد / أحمد رضوان رضي الله عنه من أحفاد القطب سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره وينتهي نسبه إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حفظ كتاب الله تعالى وهو في مقتبل العمر . وتفقه على مذهب الإمام مالك ودرس المذاهب الأخرى .
إشتغل بطاعة الله تعالى وذكره وكان الغالب عل ذكره الصلاة والسلام على جده رسول الله عليه الصلاة والسلام . وكانت له خلوة . وكان ولازال صاحب كرامات لا تنكر .
أخذ أولاً الطريقة السمانية عن والده السيد محمد رضوان رحمه الله ثم أخذ طريقة سيدي أحمد بن إدريس التي انتشرت في صعيد مصر .
وصحب الشيخ محمد عبد الجواد الدومي وأخذ عنه الطريقة الخلوتية ومنها تفرعت طريقته، كما جدد الأخذ في الطريقة الخلوتية عن الشيخ محمد الرملي الكبير المكنى بالبيه الرملي رضي الله عنه .
عمل رضي الله تعالى عنه بالزراعة فكان لا يتكسب من العلم الشريف ، وكان يقضي أغلب أيامه صائماً مع عمله ودعوته إلى الله .
انتقل رضي الله تعالى عنه إلى جوار ربه تعالى بعد ان أمضى رحله عمره في طاعة الله وذكره وتربية المريدين وعونا للفقراء والمحتاجين ويعد رضوان الله عليه منارة محمدية وعلما من أعلام الاقطاب وأهل الولاية .

ولقد جعل الله مدده وسره ممتدا في ذريته الطاهرة وعلى رأسهم فضيلة الولي العارف بالله تعالى الوارث لأبيه فضيلة الشيخ زين رضي الله عنه .
إنتقل إلى جوار به سنة ١٣٨٧ هـ الموافق ١٩٦٧ م وصلى عليه الشيخ محمد ذكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية ودفن بمرقده الطاهر ببلدته .