ميلاده ميلاد أمة بكاملها

بقلم دكتور : محمود حسن محمود
إدارة التحرير والترجمة والنشر بالمجلس الأعلى للشئون الاسلامية

 

لم يكن ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم ميلاد واحد من البشر وإنما كان ميلاد امة بكاملها معنى ومبنى .

فكان العالم كله بحاجة إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليصحح المفاهيم ويغير القناعات ويحرر العقول من أغلال الشهوات ، ويضع أقدام البشر على طريق النور بعد أن سارت قرونا فى الظلمات .

ليس هذا فحسب بل إن ميلاد الحبيب صلى الله عليه وسلم كان ميلادا لمنظومة أخلاقية متكاملة لم تهتم بشريحة معينة من البشر بل شملت كل أطياف ومكونات المجتمع ، بداية من البنية الأسرية ، فنظم علاقة الأم بولدها ، والوالد بولده والعكس ، وعلاقة الأزواج والأخوة والأخوات والأقارب

ثم خرج بمنهجه الأخلاقى إلى علاقات مجتمعية أخرى تميز بها عن باقى الشرائع مثل علاقة الجار بجاره على اختلاف نوعية الصلة ، سواء كان جار مسلم أوغير مسلم ، أو جار قريب وغير قريب

وهنا تكمل شمولية المنظومة الأخلاقية المحمدية لتحفظ كل أطياف المجتمع حتى وإن كانوا غير مسلمين وهنا لم تكتفي أخلاق سيدنامحمد صلى الله عليه وسلم بتنظيم علاقات المجتمع بل تطرقت إلى العلاقات الدولية وتوسيع مفهوم الأخوة من دائرة القرابة إلى عالمية الأخوة الإيمانية جاء ذلك واضحا فى التصريح الذى بثته عنه صلى الله عليه وسلم عنه كتب السنة (مثل المؤمنين في دوادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)أخرجه البخارى ومسلم

وهنا نسطيع ان نقول أن سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قد أخرج النفس البشرية من أغلال الأنا الفردية إلى التماهى فى الجماعة الايمانية على ارضية التقاليد العالمية والأعراف الدولية مما كان له انعاسه على السلم الأسرى والمجتمعى والدولى ليتجلى الوصف الربانى لحبيبه صلى الله عليه وسلم عندما وصفه قائلا(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )الأنبياءء( ١٠٧)حق لنا أن نحتفل بميلاده فميلاده ميلاد الرحمة للعالمين جميعا

حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء