مبادئ المساواة وعدم التمييز
18 يوليو، 2025
الإسلام وبناء الحضارة

بقلم الشيخ: أيمن الصاوى
هذا خير من ملء الأرض من هذا
حديث أبي عباس سهل بن سعد الساعدي الخررجي قال: مر رجل على النبي ﷺ فقال لرجل عنده جالس: ما رأيك في هذا؟، فقال: رجل من أشراف الناس، هذا والله حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع. فسكت رسول الله ﷺ ثم مر رجل آخر، فقال له رسول الله ﷺ: ما رأيك في هذا؟ فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يسمع لقوله، فقال رسول الله ﷺ: هذا خير من ملء الأرض مثل هذا.
المقياس الحقيقي، لايكون بأنسابهم ولا بأموالهم ولا بشئ من زخارف الدنيا الميزان الحقيقي هو أنهم يوزنون بالتقوى، بتقوى الله ، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13]، التقي هو الأكرم، والأفضل، والأشرف، وكلما قلت تقوى الله في قلب العبد كلما قلت منزلته، ، أما عند أهل الدنيا فإن التفاوت يحصل عندهم بالمظاهر والأموال، فإذا جاءوا إلى إنسان وعنده قصر كبير عظم في أعينهم، وتأدبوا معه في الكلام، وفي حركاتهم، وينادونه بكنيته، وأما ذاك الفقير فإنه ليس له إلا الزجر.
وأما عند أهل الله فهم ينظرون بمنظار حضرة النبي ﷺ
كما حكي لنا حضرة الشيخ أن رجلاً من الصالحين من بلدتنا
أراد أحد المسؤولين الكبار لمقابلته وحضر إلي حيث مكان الشيخ وأستأذن من أحد التلاميذ فدخل التلميذ على الشيخ
وقال ياشيخ لقد حضر الضيف الا هل بدلت هذا الثوب
فقال الشيخ ياولدي هذا الثوب أقف به بين يدي ربي
الا أقف به مع هذا ادخلوه فلما دخل ونظر للشيخ فوجد عليه هيبه تعلوه ووقار فوقف المسؤول متحيرا من شدة هيبة الشيخ .
وهذا ما شاهدناه عند أهل الله من تواضع وحسن الخلق وهذا إن دل فقد يدل على خروج الدنيا من قلوبهم وسلامت صدورهم منها ، أما إذا تربعة الدنيا في قلب أحد فجزائه منها طمس البصيره والعياذ بالله .
نسأل الله أن ينور قلوبنا بنور الإيمان ويرزقنا السير على خطى المصطفى ﷺ وأن يرزقنا رئيته في اليقظة والمنام