كثير من الناس يخلطون بين مقام الوعظ والتذكير بالله، ومقام الإفتاء والبيان في الحلال والحرام.
🔹 لم يُمنع أحدٌ من تذكير الناس بالله، أو من موعظتهم، بل هذا باب مفتوح لكل من رقّ قلبه وصدق في محبته لله ورسوله، فالدعوة بالرفق والتذكير بالموت والآخرة، والتبشير بالجنة، والتحذير من النار، مما يُستحب ويُندب لكل واعظٍ ناصح.
🔹 أما الفتوى، فهي مقامٌ آخر… مقامُ توقيعٍ عن الله، لا يُؤتاه إلا من رُزق العلم والدراية، وتحقق بالفقه، وأُذن له بذلك من أهل العلم.
وهذا التمييز لم يأتِ من أحد، بل هو من هدي النبي ﷺ، فقد كان يوجه أصحابه بحسب مواهبهم:
📖 قال ﷺ في الحديث: «أقرؤهم لكتاب الله أُبيّ بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل…» رواه الترمذي.
* لم يكن كل الصحابة يفتون، بل كان من بينهم من يُعلّم القرآن، ومن يُفسر، ومن يُفتي، ومن يُجاهد، ومن يعظ… وهذا من تمام الحكمة النبوية.
فإذا رأيت اليوم تنظيمًا للأمر، وإيكالًا للفتوى لأهلها، فلا تغضب، فهذا هو هدي النبي ﷺ، وصيانة للدين أن يُتكلم فيه بغير علم.
* عظْ الناس، ذكّرهم بالله، قرّبهم منه، لكن إن سُئلت عن حكم شرعي، فأحِل السائل على من عُرف بالعلم والإذن، تسلم ويسلم غيرك.
* {وما كان المؤمنون لينفروا كافة، فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم} [التوبة: 122]