هو دا سبب مشاكلك!!


بقلم: د. محمد هيكل

استشاري التخطيط الاستراتيجي لتقييم و تطوير الفكر والعلاقات الإنسانية

كل واحد فينا بيعيش يومه وبيواجه مواقفه على حسب الطريقة اللي بيفكر بيها.

لكن السؤال اللي في الغالب مش بنسأله لنفسنا:

س: هو فكري ده جاي منين؟
ومين اللي برمجني عليه من الأساس؟

ربنا سبحانه وتعالى في أكثر من موضع في كتابه العزيز أمرنا بالتفكر وإعمال العقل كما جاء في الآية رقم 219 من سورة البقرة:
بسم الله الرحمن الرحيم
(كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ) صدق الله العظيم

 الفكر مش رأي.. ده نظام تشغيل!

– الحقيقة إن فكر الإنسان مش مجرد رأي أو موقف لحظي، ده نظام تشغيل كامل مبني على قاعدة بيانات اتخزنت من أول لحظة وعي لينا.

من كلام سمعناه وإحنا صغيرين، لتصرفات شُفناها من أهلنا، لمواقف اتكررت واتخزنت جوانا كـحقائق”.

– المشكلة إن أغلبنا لحد النهارده بيفكر بنفس القواعد القديمة دي، اللي اتبنت في بيئة محدودة الرؤية، أو تحت تأثير خوف، أو نقص وعي.
وده اللي بيخلي الإنسان يعيش النهارده بعقلية الماضي.

 الماضي اللي بيدير حاضرك

– العقل دايمًا بيفسّر الواقع بناءً على الماضي.
يعني لما يحصل موقف جديد، هو مش بيشوفه كموقف جديد، هو بيرجع يدور في الذاكرة على حاجة “شبهه” ويبدأ يحكم ويتصرف بناءً على التشابه ده.
وعشان كده ناس كتير بتقع في نفس الغلط، حتى لو الظروف كلها اتغيّرت!

– لازم نراجع طريقة تفكيرنا ونجددها باستمرار، بدل ما نعيش أسرى لتجارب قديمة بتحكمنا بدون ما نحس.

– مثال بسيط… لكن مؤلم!

لو إنسان اتربى وهو بيسمع إن “الناس كلها لا يهمها إلا مصلحتها فقط”، هيكبر وهو شايف إن محدش بيحبه بصدق، وإن كل تصرف كويس وراه مصلحة.
وساعتها… هيفسّر كل موقف حلو على إنه “نفاق”، وكل علاقة طيبة على إنها “خدعة”.
وهنا بيبدأ يخسر الناس، ويعيش في عزلة…
مش لأن الناس وحشة، لكن لأن فِكره هو اللي مبرمج غلط.

– هنا بقى مربط الفرس:

لو قاعدة معلوماتك غلط – تفسيرك للواقع هيكون غلط.
ولو تفسيرك غلط – قراراتك للمستقبل هتكون غلط.
والنتيجة؟ علاقات متوترة، قرارات فاشلة، ومشاكل متكررة.

يعني باختصار…
هو دا سبب مشاكلك!

والحل؟
هو تحديث فكرك باستمرار وربط تجاربك الحالية بمعلوماتك السابقة.

زي ما بنعمل تحديث للموبايل أو الكمبيوتر علشان يصلح الأخطاء ويحسّن الأداء، محتاجين نعمل كده مع فكرنا أيضًا.

راجع نفسك، اسأل:
هل اللي أنا مصدقه عن نفسي وعن الناس وعن الحياة… فعلاً صحيح؟
ولا مجرد “برمجة قديمة” محتاجة تتشال وتتبدّل؟

– الخطوة الأولى للتغيير:

ابدأ دلوقتي.
راجع قناعاتك، عدّل زاوية نظرك، تعلّم من جديد، وخليك صادق مع نفسك حتى لو وجعتك الحقيقة.

ساعتها بس هتكتشف إنك طول الوقت كنت بتتخانق مع ظلك… مش مع الناس.