
بقلم الكاتب والداعية الإسلامى
الدكتور : رمضان البيه
سألني أحد المريدين المحبين عن سوء أحوال العباد وسر ما يحملون من الهم والخوف والقلق وضيق الصدور وفقدان السعادة وما يعانون من ‘ إضطراب نفسي وحزن وفقدان الأمل في غد خالي من الهموم والإحزان ؟ .
وما المخرج من كل هذه الآلام والمرارات ؟ .
فأجبته قائلا :
إعلم أيها المريد أن سبب هموم وأحزان البشر التي تؤرق وتمغص عليهم الحياة ولا تنتهي . وأن كل الأمراض النفسية وسألني أحد المريدين المحبين عن سوء أحوال العباد وسر ما يحملون من الهم والخوف والقلق وضيق الصدور وفقدان السعادة وما يعانون من ‘ إضطراب نفسي وحزن وفقدان الأمل في غد خالي من الهموم والإحزان ؟
وما المخرج من كل هذه الآلام والمرارات ؟
فأجبته قائلا : إعلم أيها المريد أن سبب هموم وأحزان البشر التي تؤرق وتمغص عليهم الحياة ولا تنتهي ، وأن كل الأمراض النفسية وعدم الإحساس والشعور بالسعادة هو ” ضعف الإيمان واليقين ” بالله تعالى والبعد عنه سبحانه وعدم الإلتزام بأوامره ونواهيه وتعدي حدوده وأحكامه ، وعدم الرضا بقسمته وقدره وقضاءه ، وهجر هدي وسنة الرسول الكريم صلى الله على حضرته وعلى آله وسلم وعدم العمل والأخذ بها . وإتباع أهواء النفوس وشهواتها وأطماعها .. ومنازعة الربوبية في أقدارها وقضاءها لجهل الحكمة الإلهية فيها . والإعتماد على النفس والركون للأسباب وتعلق القلوب بها .. وعدم التوكل على الله تعالى ..
وأعلم أن من زاد يقينه بالله إطمئن قلبه ، ومن توكل على الله تعالى كفاه ، ومن إتقى الله تولاه وجعل له تعالى له ضيق مخرجا ومن هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب .. ومن شغله ذكر ربه تعالى ومولاه أعطاه الله أفضل ما يعطي السائلين كما أشار الحق عزوجل في الحديث القدسي بقوله تعالى ” من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ” وقوله سبحانه ” عبدي إذكرني عند الصبح ساعة . وعند العصر ساعة أكفك ما بينهما ” .
هذا ومن المعلوم أن سر إطمئنان القلوب وراحة البال والنفوس في ذكر الله تعالى ، يقول تبارك في علاه ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب ” .. هذا ومن أراد أن يكفى همه وتقضى حاجته فليكثر من الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام ..
ومن كان الله همه ‘ أي طاعته وذكره ‘ كفاه الله تعالى ما أهمه ..
هذا ومن الأسباب التي تغفر بها الذنوب وتستر بها العيوب وتفتح بها خزائن الرحمة والفضل الإلهي والعطايا . ملازمة الإستغفار .
يقول تبارك في علاه على لسان سيدنا نوح عليه السلام مخاطبا لقومه ” فقلت إستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتا ويجعل لكم أنهارا . ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ” .
وفي الحديث عنه صلى الله على حضرته وعلى آله وصحبه وسلم أنه قال ” من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ” ..
“الخلاصة ” لا خلاص من هموم الدنيا والآخرة ولا راحة فيهما إلا بالرجوع إلى الله سبحانه والعمل بمنهجه القويم وشريعته الغراء والأخذ والتمسك بسنة وهدي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .. ففيهما تكمن السعادة الحقة التي يفتقدها الكثير من الناس . وراحة البال وهي من أخص النعم . وإنشراح الصدر . وهدوء النفس ، وإطمئنان القلب
مجلة روح الاسلام فيض المعارف