
مبحث بعنوان ( أشققت عن قلبه )
للشيخ : رضا الصعيدى
لما غضب النبي وقال لأُسَامَة: أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ؟
وكيف يصنع من حكم على بطلان عقائد الناس بـ(لا إله إلَّا اللهُ) يوم القيامة ؟
وكيف نرد على أصحاب الفكر المنحرف في هذه المسألة ؟
وكيف كانت رحمات الله الواسعة واختصاصه بعلم السرائر ؟
وهل يحاسبنا عليها ؟
وما الواجب علينا ؟
بعد المقدمة وأما بعد :
من المعلوم أن من أهم عوامل نجاح الدعوة إلى الله – تعالى – أن يألف الناس الداعية ويحبوه ، وذلك من خلال فهمه لدين الله – تعالى – وطريقته لنقل هذا الدين بالصورة التي أرادها الله – تعالى – ورسوله عليه الصلاة والسلام.
ونحن في زمن الفتن التي تموج كموج البحر قد رأينا لها أذيالا كثيره قد تتبعها أصحاب الشبهات والشهوات فجعلوا الناس من سوء ظنهم فريسة التكفير والتبديع والتفسيق فيتجنوا على المسلمين لأدنى شبهة ويستبيحوا دمائهم وأموالهم وأعراضهم بغير حق.
وقد وجدنا جُلَّ هؤلاء الذين أصيبوا بذلك من صغار السن، الذين لم يحصلوا العلم الشرعي الذي يحصنهم من هذا البلاء العظيم، فتراهم ينقادون خلف حماسهم، أو ما تمليه عليه عقولهم، أو ما يفتيهم به بعض من يظنون أنه من أهل العلم وهو ليس منهم.
قالَ رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – : (( إذَا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ : يَا كَافِرُ ، فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ، فَإنْ كانَ كَمَا قَالَ وَإلاَّ رَجَعَتْ عَلَيْهِ )) ( 1[1]).
قال أهل العلم : وكل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبًا لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه، وسوء طويته؛ فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه، والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه.
الفكر المنحرف والتحذير من أهله :
وفي رواية : “ليكونن في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ ( بالكاف واللام المفتوحتين )بصاحبه فلا يدع منه مفصلاً إلا دخله”.
في هذا الحديث بيان لأمر الأهواء ، وأن أمرها كمثل هذا الداء الذي يصيب من تعرض لعضة الكلب المسعور فهو يفعل فعله ، أشرب به جسده حتى يدعه يتصرف بما لا يليق بالإنسان من العواء وفعل ما لا يعقل.
إن أصحاب الأهواء تتجارى بهم أهواؤهم من حيث لا يشعرون ، أشربت بالهوى قلوبهم فلا تجعل لهم مجالاً يبصرون به الحق أو يتبعونه فبنهم وبين الحق حجاب ، يتسابقون إلى الاختلاف والابتداع من حيث لا يشعرون أنهم يذنبون .
حرمة الشق عن القلب :
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ إِلَى الْحُرَقَةِ، فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَكَفَّ الْأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ: (يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟)، قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا، إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاَحِ، فَقَالَ: (أَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ؟، أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا؟)، فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
خطورة الهجوم على عقائد الناس :
ورد في روايةِ مُسلِمٍ قال أُسامةُ رَضِيَ اللهُ عنه للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «يا رَسولَ اللهِ، استَغفِرْ لي، قال: وكيف تصنَعُ بـ(لا إلهَ إلَّا اللهُ) إذا جاءت يومَ القيامةِ؟ قال: فجعل لا يزيدُه على أن يقولَ: كيف تصنَعُ بـ(لا إله إلَّا اللهُ) إذا جاءت يومَ القيامةِ»، واللهِ إنَّه لدرسٌ كبيرٌ، وصرخةُ نذيرٍ، من رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ، درسٌ لم يكنْ يحتملُ التَّاجيلَ ولا المجاملاتِ، درسٌ لا ينبغي فيه الإطالةُ ولا المُقدِّماتُ، إنَّها النِّياتُ وما أدراكَ ما النِّياتُ، وهل يعلمُ النِّياتِ إلا ربُّ الأرضِ والسَّماواتِ، الذي يعلمُ خائنةَ الأعينِ وما تُخفي الصدورُ.
أفلا شَققتَ عن قلبِ صاحبِكَ، لتعرفَ لماذا قالَ تلكَ الكلمةَ، أو لماذا فعلَ تلكَ الحركةَ، ألا يمكنُ أن يكونَ مازحاً، أو يكونَ ناصحاً، قد يكونَ أخطأَ واستعجلَ، وأنتَ للعفوِ والمغفرةِ أهلٌ، أو قد يكونَ خانَه التَّعبيرُ والكلامُ، أو قد يكونَ سُوءُ فِهمٍ منكَ فلا يُلامُ !!!!
قال تعالى : { إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71) } – من سور الانفال ، قال: ابن كثير: عن الزهري عن جماعة سماهم قالوا: بعثت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أسراهم، ففدى كل قوم أسيرهم بما رضوا.
وقال العباس: يا رسول الله! قد كنت مسلما! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أعلم بإسلامك، فإن يكن كما تقول، فإن الله يجزيك. وأما ظاهرك فقد كان علينا، فافتد نفسك وابني أخيك نوفل بن الحارث، وعقيل بن أبى طالب، وحليفك عتبة بن عمرو أخى بنى الحارث بن فهر» ، فقال العباس : احسب لي يا رسول الله ما أصبتم منى: – عشرين أوقية من مال كان معى-.قال العباس: فأعطانى الله مكان العشرين الأوقية في الإسلام، عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به. مع ما أرجو من مغفرة الله- تعالى.
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكهم- أخرجه مسلم.
قال النووي: روي أهلكهم على وجهين مشهورين، رفع الكاف، وفتحها. والرفع أشهر، ويؤيده أنه جاء في رواية رويناها في حلية الأولياء، في ترجمة سفيان الثوري، فهو من أهلكهم. قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين: الرفع أشهر، ومعناها أشدهم هلاكا.
وأما رواية الفتح، فمعناها هو جعلهم هالكين، لا أنهم هلكوا في الحقيقة.
وقال الخطابي: معناه لا يزال الرجل يعيب الناس، ويذكر مساويهم، ويقول فسد الناس، وهلكوا ونحو ذلك.. فإذا فعل ذلك، فهو أهلكهم: أي أسوأ حالا منهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم، والوقيعة فيهم، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه، ورؤيته أنه خير منهم .اهـ.
رجل قال عن معاذ “إنه منافق”:
وعن جابر -رضي الله عنه- أن معاذاً -رضي الله عنه- كان يصلي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة.. فصلى ليلة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- العشاء، ثم أتى قومه فأمَّهم، فافتتح بسورة البقرة فانحرف رجل فسلَّم، ثم صلى وحدَه صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذاً، فقال: “إنه منافق”، فبلغ ذلك الرجلَ فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: “يا رسول الله! إنا قوم نعمل بأيدينا، ونسقي بنواضحنا، وإن معاذاً صلى بنا البارحة، فقرأ البقرة، فتجوزت، فزعم أني منافق”، فأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على معاذ، فقال: “يَا مُعَاذُ! أَفَتَّانٌ أَنْت؟ -أَوْ: أَفَاتِنٌ؟ ثَلاثَ مِرَارٍ-، فَلَوْلا صَلَّيْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ، وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى”(أخرجه البخاري: [705 و6106] ، ومسلم: [465]).
ولعل توجيه الخطاب إلى معاذ -رضي الله عنه- مع تقديم النداء في مقام الإنكار، واختيار صيغة المبالغة (فَتَّان) في الرواية المشهورة، وتكرار القول ثلاث مرات، لعله ليوقع في نفس معاذ -رضي الله عنه- عِظَم ما ارتكبه، مع أمْـنِ جانب معـاذ -رضي الله عنه- أن يرتد أو يتردد، وهو من خاصة أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
خصوصيات علم الله في عالم السرائر :
قال تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)… ان علم الله له ميزة خاصة ، فعلمه تعالى محيط بكل شيء ، يعلم ما كان ، وما سيكون ، وما لم يكن لو كان كيف يكون ، ويعلم الموجود والمعدوم ، والممكن والمستحيل ..وهو عالم بالعباد وآجالهم وأرزاقهم وأحوالهم وحركاتهم وسكناتهم وشقاوتهم وسعادتهم ، ومن منهم من أهل الجنة ، ومن منهم من أهل النار من قبل أن يخلقهم ، ويخلق السماوات والأرض..
ان كل العلوم تستوي عند الله ، قال تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة )[الحشر :22] وقال : ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ) [الطلاق :12] . وقال 🙁 عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ) [سبأ : 3 ] .
يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى:
قال مولانا الشعراوي :
قال تعالى :{ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }[طه: 7] ، فإذا كان السر هو ما تخفيه في نفسك وله واقع داخلك.. ف ” ما هو أخفى ” هو أن الله يعلم أنك ستفعله قبل أن تفعله..أو أن السر ما أسررت به لغيرك ، واح أو اثنان ، ولا يزيد العدد عن ذلك ، والأخفى هو ما لم تسر به لأحد ، فان الله اختص بعلمه ، وان نوازع النفس كثيرة؛ فهناك شيء اسمه ” هاجس ” وهناك شيء آخر اسمه ” خاطر ” وهناك ما يسمى ” حديث نفس ” ، وهناك ” هم ” وهناك ” عزم ” ، إنها خمس حالات ، والأربع الأولى من هذه الحالات ليس فيها شيء، إنما الأخيرة التي يكون فيها القصد واضحا يجب أن نتنبه لها ولنتناول كل حالة بالتفصيل..فالهاجس هو الخطرة التي تخطر دفعة واحدة، أما الخاطر فهو يخطر.. أي يسير في النفس قليلا، وأما حديث النفس فإن النفس تظل تتردد فيه، وأما الهم فهو استجماع الوسائل، وسؤال النفس عن كل الوسائل التي ينفذ بها الإنسان رغباته، أما العزم (القصد) فهو الوصول إلى النهاية والبدء في تنفيذ الأمر..والقصد هو الذي يُعني به قوله تعالى: { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ }.
وقال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5).
وقال تعالى : …..وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59).
وقال تعالى : اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ…وقوله تعالى: { وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ… } [الرعد: 8]
أي: ما تُنقص وما تُذهب من السَّقْط في أي إجهاض، أو ما ينقص من المواليد بالموت؛ فغاضت الأرحام، أي: نزلتْ المواليد قبل أن تكتمل خِلْقتها؛ كأن ينقص المولود عيناً أو إصبعاً؛ أو تحمل الخِلْقة زيادة تختلف عما نألفه من الخَلْق الطبيعي؛ كأن يزيد إصبع أو أن يكون برأسين.
أو أن تكون الزيادة في العدد؛ أي: أن تلد المرأة تَوْأماً أو أكثر، أو أن تكون الزيادة متعلقة بزمن الحَمْل.
رحمات الله بسرائر الناس :
تأمل ما يفعل الله بعبده عند حسن السريرة :
1-يؤدي الله عن المدين صادق النية :
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ”.
2-يكتب للمريض مثل ما كان يعمل في صحته :
وعن أبي مُوسَى مِرَارًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» (مثل ما كان يعمل) مثل ثواب عمله الذي كان يعمله..
3-مَنْ سأل الله الشَّهَادَةَ صَادِقًا، بلغه إياها :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا، أُعْطِيَهَا، وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ» (من طلب الشهاة صادقا أعطيها ولو لم تصبه) وفي الرواية الأخرى من سأل الله الشهادة بصدق معنى الرواية الأولى مفسر من الرواية الثانية ومعناهما جميعا أنه سأل الشهادة بصدق أعطى من ثواب الشهداء وإن كان على فراشه وفيه استحباب سؤال الشهادة واستحباب نية الخير..وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنَ المَدِينَةِ، فَقَالَ: «إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا، مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا، وَلاَ قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟ قَالَ: «وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ» ..وعن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنَّهُ ذَكَرَ عِنْدَهُ الشُّهَدَاءَ ، فَقَالَ : إِنَّ أَكْثَرَ شُهَدَاءِ أُمَّتِي أَصْحَابُ الْفُرُشِ..
4-تجاوز الله عما وسوست أو حدثت به الأمة أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم :
في حديث : إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم. رواه البخاري ومسلم.. قال النووي في (الأذكار): الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفو عنه باتفاق العلماء؛ لأنه لا اختيار له في وقوعه ولا طريق له إلى الانفكاك عنه. وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح .. وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة-رواه أبو داود وأحمد، وصححه الألباني.
5-ومن رحمة الله أن من هم بخير يكتبه الله حتى وان لم يعمله:
عَنْ أبي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلب رَضِي اللهُ عنهما، عَنْ رَسُول الله ﷺ، فِيما يَرْوى عَنْ ربِّهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: “إِنَّ اللهَ كتَبَ الْحسناتِ والسَّيِّئاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذلِكَ: فمَنْ همَّ بِحَسَنةٍ فَلمْ يعْمَلْهَا كتبَهَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلةً وَإِنْ همَّ بهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عَشْر حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمَائِةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كثيرةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسيِّئَةِ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِها فعَمِلهَا كَتَبَهَا اللَّهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً” .
رد شبهة :
يفهم من حديث : أول من تسعر بهم النار أن الله حاسبهم وأدخلهم النار على نية السوء ، فما جواب ذلك ؟ الجواب: أن الله لم يدخلهم النار على سوء النية ، ولكن أدخلهم لخفة موازينهم ، وأن عملهم صار هباء منثورا ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (إنَّ أَوَّلَ الناسِ يُقْضَى يومَ القيامةِ عليهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فأُتِيَ بهِ فعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فعَرَفَها، قالَ: فمَا عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: قَاتَلْتُ فيكَ حتى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ: كذَبْتَ، ولكنَّكَ قاتلْتَ لأنْ يُقالَ: جَرِيءٌ، فقدْ قيلَ، ثمَّ أُمِرَ بهِ فَسُحِبَ على وَجْهِهِ حتى أُلْقِيَ في النارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعلَّمَهُ وقَرَأَ القُرآنَ، فأُتيَ بهِ فعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فعَرَفَها، قالَ: فمَا عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ وعلَّمْتُهُ، وقَرَأْتُ فيكَ القُرآنَ، قالَ: كذَبْتَ، ولكنَّكَ تعَلَّمْتَ العِلمَ ليُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرآنَ ليُقَالَ: هوَ قارئٌ، فقدْ قيلَ، ثمَّ أُمِرَ بهِ فَسُحِبَ على وجْهِهِ حتى أُلْقيَ في النارِ، ورَجُلٌ وسَّعَ اللهُ عليهِ، وأعطَاهُ مِنْ أصنافِ الْمالِ كُلِّهِ، فأُتيَ بهِ فعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فعَرَفَها، قالَ: فمَا عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: ما تَرَكْتُ مِنْ سَبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلاَّ أَنْفَقْتُ فيهَا لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولكنَّكَ فعَلْتَ ليُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فقدْ قيلَ، ثمَّ أُمِرَ بهِ فسُحِبَ على وجْهِهِ، ثمَّ أُلْقيَ في النارِ) رواه مسلم.
وَابْنُ مَاجَهْ: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إلَّا السَّهَرُ» ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ».[النسائي وأبو داود بسند حسن]..وقال تعالى”وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)” البينة..قال تعالى: “وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (23)” الفرقان. ومعنى (قدمنا) : عَمَدنا، و(هَبَاءً مَنْثُورًا) هو الماء المهراق.
نماذج من حياة الصالحين وحسن ظنهم :
حسن ظن النبي بأصحابه :
ورد في كتاب البداية والنهاية أن أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قال : بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍ لَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا…قَالَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةٍ، بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ ، وَالْأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ، وَزَيْدِ الْخَيْلِ، وَالرَّابِعُ إِمَّا علقمة بْنَ عُلَاثَةَ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ .,فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقُّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلَاءِ.,فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم فَقَالَ: ” أَلَا تَأْمَنُونِي؟ وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً ” قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ، نَاشِزُ الْجَبْهَةِ كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمَّرُ الْإِزَارِ.,فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اتَّقِ الله! فقال: ويلك أو لست أَحَقَّ النَّاس أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ؟ ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ قَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قَالَ: لَا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي قَالَ خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ…فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّم : إني لم أومر أَنْ أُنَقِّبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاس وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ.
إِذَا زَلَّ أَخٌ مِنْ إِخْوَانِكُمْ، فَاطْلُبُوا لَهُ سَبْعِينَ عُذْرًا:
قال حَمْدُونَ الْقَصَّار: “إِذَا زَلَّ أَخٌ مِنْ إِخْوَانِكُمْ، فَاطْلُبُوا لَهُ سَبْعِينَ عُذْرًا، فَإِنْ لَمْ تَقْبَلْهُ قُلُوبُكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ الْمَعِيبَ أَنْفُسُكُمْ حَيْثُ ظَهَرَ لِمُسْلِمٍ سَبْعُونَ عُذْرًا، فَلَمْ يَقْبَلْهُ” [شعب الإيمان]. .. عنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ رضي الله عنه، قَالَ: “كَتَبَ إِلَيَّ بَعْضُ إِخْوَانِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “أَنْ ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ مَا لَمْ يَأْتِكِ مَا يَغْلِبُكَ، وَلَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهُ فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا …، وَمَا كَافَأْتَ مَنْ عَصَى اللهَ فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللهَ فِيهِ” [شعب الإيمان]…وعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ادْرَءُوا الحُدُودَ عَنِ المُسْلِمِينَ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنْ كَانَ لَهُ مَخْرَجٌ فَخَلُّوا سَبِيلَهُ، فَإِنَّ الإِمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي العَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي العُقُوبَةِ» [سنن الترمذي].
قال سعيد بن المسيب -رحمه الله-: “كتب إليَّ بعض إخواني من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتيك ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من امرئ مسلمٍ شرًا وأنت تجد لها في الخير محملا”.. قال القرطبي: “من شوهد منه الستر والصلاح وأونست منه الأمانة في الظاهر فظن الفساد به والخيانة محرم, بخلاف من اشتهر بين الناس بتعاطي الريب والمجاهرة بالخبائث”.. قال -تعالى-: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا)[النجم: 28]..
مع السيدة صفية :
جاءت صفية رضي الله عنها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وهو معتكف، ثم قام يقلبها إلى بيتها فمر بهما رجلان فأسرعا، فقال عليه الصلاة والسلام:
(على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي)..فقالا: سبحان الله، يا رسول الله، وكبر عليهما.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا) ..
مع الشافعي :
مرض الشافعي رحمه الله، فأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي : قوَّى الله ضعفك ، فقال الشافعي : لو قوى ضعفي لقتلني، قال : والله ما أردت إلَّا الخير، فقال الشافعي : أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير [آداب الشافعى ومناقبه، لابن أبى حاتم] .
الواجب علينا :
1-حرمة إساءة الظن بالناس :
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا)، ولذلكَ لا تجدُ مؤمناً حقيقيَّاً في إيمانِه، إلا وهو سليمُ الصَّدرِ لإخوانِه، يلتمسُ لهم المُبرِّراتِ والأعذارَ.. ولم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بالتحذير من الظن، والاعتماد عليه في بناء الأحكام واتهام الناس بلا بينة، أو بشبهة، بل وصفه بأنه أكذب الحديث، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا» [صحيح البخاري].
2-لنا الظاهر فقط :
ورد في قصة الكندي والحضرمي اللذين اختصما في الأرض فقال المقضي عليه قضيت علي والحق لي فقال صلى الله عليه وسلم: «إنما أقضي بالظاهر والله يتولى السرائر»… ويقول رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ، وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ» [متفق عليه]. قال الإمام النووي رحمه الله:” معناه إني أمرت بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر كما قال صلى الله عليه وسلم”. [شرح النووي على مسلم] ، وفي الباب حديث عمر «إنما كانوا يؤخذون بالوحي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم» (أخرجه البخاري).
3-الحذر من العَجَلة:
السرعة والعجلة في الحكم على الأشخاص، أو الأحداث غالبًا ما تؤدي إلى نتائج خاطئة، دون النظر إلى عواقب الأمور فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {التأني من الله والعجلة من الشيطان وما أحد أكثر معاذير من الله وما من شيء أحب إلى الله من الحمد} ، ويزداد الأمر خطورة عندما يكون الأمر متعلقا بعظائم الأمور.
4-إحياء مبدأ الحسنى والتحذير من الغلو:
إن التشدد، الذي يُعرف في مصطلحاتنا الشرعية بـ “الغلو” و “التنطع”، هو مجاوزة الحد الذي أمر الله به ورسوله. وقد حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم-تحذيرًا شديدًا فقال: “هلك المتنطعون” قالها ثلاثًا” [رواه مسلم]، وقال: “إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين” [رواه النسائي].
5-تذكر يوم الحساب :
قال تعالى : {وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً} الآية [18/49]..وقوله: {أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} [100/9-10، أي: أظهر علانية ما كانت تكنه الصدور.
6-الدعاء بحسن الخلق:
كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بذلك. :﴿ وأهدني لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ؛ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ﴾ .
7-حرمة سوء الظن بالناس :
قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴿الحجرات: ﴾، وعن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿ لَيسَ المُؤمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الفَاحِشِ وَلا البَذِيءِ ﴾ ﴿[2]﴾..وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث. .. وقال ابن عباس: (إنَّ الله قد حرم على المؤمن من المؤمن دمه وماله وعرضه، وأن يظنَّ به ظنَّ السوء) [إحياء علوم الدين].
قواعد عن قبول الاختلاف والتعايش الإيجابي بين البشر:
1- أنا لستُ أنت… ما تصلح له أنت قد لا أصلح له أنا.
2- ليس شرطاً أن تقتنع بما أقتنع به.
3- ليس من الضرورة أن ترى ما أرى.
4- الاختلاف شيء طبيعي في الحياة.
5- يستحيل أن ترى بزاوية 360°.
6- معرفة الناس للتعايش معهم لا لتغييرهم.
7- إختلاف أنماط الناس إيجابي وتكاملي.
8- تكسيرك لمجاديف غيرك لايزيد أبداً من سرعة قاربك
9- الموقف والحدث يُغيّر نمط الناس.
10- صمتي لا يعني القناعة بما تقول.
11- ما لا يُزعجك ممكن أن يزعجني.
12- الحوار للإقناع وليس للإلزام.
مجلة روح الاسلام فيض المعارف