أدب الحوار بين الإفراط والتفريط
7 نوفمبر، 2025
منبر الدعاة

بقلم فضيلة الشيخ : طه هيكل
مفتش أول دعوة بوزارة الأوقاف مديرية أوقاف المنوفية
مابين شد وجذب وتكفير وتفسيق واتهامات وخروقات على الأعراف والقيم والآداب العامة خرج علينا طائفة من الناس ينتصرون لرأيهم يكاد الواحد منهم – لو استطاع – أن يقيدك من يديك وقدميك ويصب اعتقاده في أذنك صبا أو يلقنك حجته تلقينا انتصارا لرأي محل اختلاف ما بين الإباحة والكراهة وأشد أدلة التحريم وأدق براهين الجواز زعما أنه هو صاحب الحجة والدليل والبرهان إما نقلا عن أشياع أو تحزبا لحزب أو تلقينا من منبع يضج بالكراهية .
وتجد الأمر يتجدد عادة في مواسم معينة وإحداثيات محددة بلا قبول للآخر ويطعن في سلامة العقيدة ويتدخل في علاقات الأفراد بربهم طالبا استتابتهم فهم في رأيه قد خرجوا عن ربقة الدين وياللعجب تتناثر الاتهامات ضاربة بأدب الحوار عرض الحائط وهذا منتهى التعصب
ولو نظرنا إلى الأمور نظرة مجردة حيادية بعيدة عن الانحياز الأعمى لما قاله فلان أو استدل به علان
لوجدنا أن الأمور تسير من سيء إلى أسوأ وتضرب في نسيج المجتمع وتفعل فيه كل الأفاعيل حقا كانت أو باطلا ويضيع وسط ذلك صوت العقل ومنهجية البحث والأمانة العلمية فظاهرة يشذ عن كنهها وحقيقتها أفرادا لايقام لهم وزن ولا يخالفون بفطرتهم الطبيعية فطرة الله التي فطر الناس عليها إما بجهل أو بسوء فهم ولكن الأمانة العلمية تقتضي عرض محل الخلاف أو تحرير محل النزاع _على منهج الأصوليين _ فتدلي بدلوك في القضية بتجرد وبأمانة وتستدل للمخالف كما تستدل للمعارض وتترك مساحة من ود فربما صرت يوما شبها لمن تتنمر عليه الآن فلا تجد من يلتمس لك العذر أو يتعاطف معك وهو لايدري ماذا دهاك
فرفقا بمجتمعنا الذي يعاني من فرقة وشتات وتحزب وتشيع لأفراد أو لطوائف يصل بنا في النهاية إلى مصير غير محمود العاقبة ومقام غير مأمون النهاية