بعض بدع العامة فى الصلاة

المقال السادس عشر من سلسلة مقالات (بدع آخر الزمان)
إحياء لتراث سيدى ولى الله تعالى فضيلة الشيخ / عمران أحمد عمران
من كبار علماء الازهر الشريف

ومن مثالب العوام سبق الامام في الركوع والسجود، وهذا حرام واستعجال على الأمام منهي عنه شرعاً وكل ذلك لعدم اعتنائهم بشأن الصلاة، فقد روي الشيخان عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي ﷺ قال “أما يخشي أحدكم اذا رفع رأسه من ركوع أو سجود قبل الأمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار”.

 وروى البزار والطبراني بإسناد حسن عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الذي يخفض ويرفع قبل الامام انما ناصيته بيد شيطان”.

ومن مثالبهم (المرور بين يدى المصلى) وهو حرام، فقد نص السادة النقهاء على حرمته متى وجد مندوحة فى المرور عنه، وهؤلاء لا يبالون ما فعلوا وكل ذلك في غير المسجد الحرام، واما فيه فللضرورة يجوز لكثرة الحاج، فقد روى ابن حبان في صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “لو يعلم أحدكم ماله في أن يمشى بين يدى أخيه معترضا وهو يناجي ربه لكان أن يقف في ذلك المقام مائة عام أحب اليه من الخطوة التى خطاها.

ومن مثالبهم (تقطيع الصفوف)، بحيث يصلي فى الأول جماعة دون إتمامه، فاذا جاء آخرون أحدثوا ضفاً ثانياً دون أتمامه، فاذا جاء آخرون أحدثوا ثالثاً، وهكذا حتى تكون قطع صفوف ليس فيها صف كامل ولو انهم اجتمعوا لكونوا صفاً أوصفين، وذلك منهي عنه شرعاً.

 فقد روى النسائي وابن خزيمة والحاكم وصححوه عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله”.

 وقد روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضى الله عنه بأسناد لا باس به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ولا يصل عبداً صفاً الا رفعه الله بها درجة وذرت عليه الملائكة من البر”.

 ومن مثالبهم (إعوجاج الصفوف) فتري هذا داخلاً وذاك خارجاً، وكل ذلك مناف لما كان عليه السلف، فقد روى مسلم عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: “كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول استووا ولا تختلفوا فتخلف قلوبكم، ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم”.

هذا ولا يتساهل في أمر دينه إلا غافل عن الله واليوم الآخر، والبركة كلها في امتثال أمر الشارع الحكيم.