التكبر والاستعلاء على الناس مغضبةٌ للرب ومهلكةُ للنفس
27 أكتوبر، 2025
منبر الدعاة

بقلم : جيهان عبد العزيز بدر
معلمة التجويد والقراءات العشر وعضو نقابة القرآء المصرية
التكبر والاستعلاء على الناس مغضبةٌ للرب ومهلكةُ للنفس
وهو خلق ذميم حرمه الله تعالى وغضب على فاعله أشد الغضب لأن المتكبر ينازع الله فى صفةٕ لا تحق الا لله وحده فهو يزاحم الله فى عظمته وسلطانه فكان حقا على الله أن يذيقه الذل فى الموضع الذي تكبر فيه سواءً كان في المنصب أو المال أو الجاه والسلطان أو الأولاد و الأنساب .
والمتكبر مريض بالحقد والحسد ، خبيث الطبع ، فقير أدب مع خالقه قبل أن يكون فقير أدب مع الناس .
كما أن من صفاته :
* الغلو في حب الذات .
* حب العظمه والغرور .
* لا يعتذر اذا اخطأ .
* يفتري على الناس بسطوة منصبه أو كثرة ماله .
* يتعمد إهانة الناس في المجالس والتقليل منهم .
ولقد حذر الاسلام من هذه الصفة الذميمه التى لا تليق بمسلم وليست من أخلاق الإسلام في أكثر من موضع فى القرآن الكريم
فما دفع الكفار المشركين إلى اصرارهم على كفرهم وشركهم الا الكبر والاستعلاء وحقدهم على رسول الله ﷺ
قال تعالى { وَقَالُوا۟ لَوۡلَا نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ عَلَىٰ رَجُل مِّنَ ٱلۡقَرۡیَتَیۡنِ عَظِیمٍ (٣١) أَهُمۡ یَقۡسِمُونَ رَحۡمَتَ رَبِّكَۚ نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَیۡنَهُم مَّعِیشَتَهُمۡ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡض دَرَجَـٰت لِّیَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضا سُخۡرِیّاۗ وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَیۡر مِّمَّا یَجۡمَعُونَ (٣٢) }
(سُورَةُ الزُّخۡرُفِ)
فنجد أن هذه الصفات الذميمه مرتبطه ببعضها البعض وهي من خوارق المروءه ، وربنا سبحانه وتعالى يعجل لهؤلاء المتكبرين العقوبةَ فى الدنيا ب اذلالهم و برفع ستره عنهم و نزع كل نعمة منهم تكبروا بها على خلقه
كما أن من كمال عدل الله أن يحوجهم لكل من تكبروا عليه فى الدنيا ، كما أنه يحرم عليهم الجنه في الآخرة , كما قال نبينا ﷺ :
(لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) صدق رسول اللّهﷺ..رواه مسلم
فالكِبر حاجز عن الجنة كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
فياللعجب من هؤلاء المتكبرين … ألم يعلموا أنهم مجرد وجبة لدودة فى القبر
وأنهم خلقوا من تراب وإليه يعودون
ألم يعلموا أنهم سيتركون كل متاع الدنيا ويسكنون تحت الثري
ومع ذلك ينازعون الله فى صفة من صفاته كما قال سبحانه وتعالى في سورة الحشر
({ هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِی لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَـٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَیۡمِنُ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا یُشۡرِكُونَ } (سُورَةُ الحَشۡرِ)
اللهم إنا نسألك أن من الأخلاق أحسنها ومن الأقدار أجملها
اللهم جملنا بقلب سليم وخلق كريم وعقل حكيم ونفس مطمئنة خفافا لا لنا ولا علينا لا نؤذِي ولانؤذَى لا نَجرح ولانُجرح لا نَهين ولا نُهان لا نشقى بأحدٍ ولا يشقى بنا أحد
وردنا إليك رداً جميلاً غير مخز ولا فاضح