إشراقات السالك في طريق الله
26 أكتوبر، 2025
منهج الصوفية

المقال من سلسلة : سألنى أحد المريدين ( المحبين )
بقلم الكاتب والداعية الإسلامى الدكتور : رمضان البيه
عزيزي القارئ كنت قد تحدثت في المقال السابق عن إجابتي على سؤال أحد المريدين المحبين عن رحلتي في سلوك طريق الله تعالى وتوقفت عند ما كان عليه حالي في سلوكي فيه .
وفي هذا المقال أتحدث عن بعض ما أثمرته الرحلة من المعارف والحقائق التي أكرمني الله عز وجل وفتح على قلبي بها . والتي منها ” أني وجدت :
أن عين الكرامة في الإستقامة ..
وأن العز في الطاعة والذل والمهانة في المعصية ..
وأن السعادة في الرضا بقسمة الله تعالى وقضاءه وقدره ..
وأن من رضي فله من الله سبحانه الرضا والرضوان ..
وأن الراحة في التسليم وإسقاط التدبير والتبرأ من الحول والقوة ..
وأن راحة القلب والبال والبدن في الزهد في الدنيا وعدم التكالب والصراع عليها ..
وأن طهارة القلب وسلامته في إسقاط العلائق والأغيار منه ..
وأن سر قبول العبادات والأعمال في الإخلاص فيها بإبتغاء وجه الله تعالى منها ..
وأن كمال الإخلاص في عدم رؤية الإخلاص ..
وأن الرفعة في المنزلة وعلو الشأن في التواضع ..
ووجدت أن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد حسن الخلق وإقامة أركان الدين والإلتزام بأوامره ونواهيه وإقامة حدوده وأحكامه سبحانه . جبر الخاطر وإطعام الطعام فما أعظم لقمة توضع في بطن جائع ” إنسان أو حيوان أو طائر ” .. وكسوة العريان وستر العورات وإغاثة الملهوف وستر الأعراض وقضاء حاجة أخاك المسلم وتبسمك في وجهه فهي صدقة . وإدخال السرور على قلبه فهي من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى .. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي مهمة الرسل والأنبياء عليهم السلام وإرثهم .. ووجدت أن أفضل الأعمال وأعظمها ذكر الله عز وجل بالقلب والجوارح واللسان وعند الأمر والنهي بالطاعة والإلتزام .. والكرم والجود والسخاء فالكريم حبيب الله تعالى ورسوله ..والحياء منه تعالى وخشيته بالغيب والصبر على بلاءه والشكر على نعماءه والرضا بقضائه ..وأن الأصل في ذلك كله وما وراءه والدافع له هو المحبة الصادقة الخالصة المنزة لله تعالى ورسوله وأهل بيته الأطهار عليه وعليهم الصلاة والسلام ..