سب يزيد ولا تزيد
24 أكتوبر، 2025
التراث الاسلامى, منوعات

بقلم الدكتورة : منى حمدي غريب أبو محمد باحثة دكتوراه في التاريخ الاسلامي والحضارة الإسلامية وعضو اتحاد المؤرخين العرب
فَلِلسَّيْفِ أعْوَالٌ وَ لِلرُّمْحِ رَنَّةُ
وَ لِلْخَيْلِ مِنْ بَعْدِ الصَّهِيلِ نَحِيبُ
لم تأتى على المسلمين مصيبة كالتي أتت يوم الفتنة الكبرى ويوم مقتل الحسين بن على علي يد يزيد بن معاوية والذى لم يكن الكبرياء والعند الا هلاك له ولبنى أمية وصمه عار تلازم بنى أمية على مر التاريخ وإن جار الزمان لا ينسى أفعال بنى أمية وقد تلخصت هذه الأفعال في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان
يزيد بن معاوية ظالم أم مفترى عليه :
هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف؛ وأمّه تدعى ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة أحد بني حارثة بن جناب، ويعرف بين العرب ب أبو خالد.
لو أن معاوية لم يخالف العهد ما كان أخذ على يزيد ما اخذ عليه ولكن إذا ذكر يزيد ذكر مقتل الحسين ومع ذلك نصحه أبيه معاوية قبل ذلك بعد أخذ البيعة
بعدة نصائح وهى أن يسير اتجاه أبى بكر وعمر وعثمان ولكن عناد يزيد وتجبره على كل من حوله فكانت القبائل فى حالة من الصراع السياسي دائما على الحكم والخلافة وقد نفذ صبر معاوية فى نصح يزيد وقيل له كما ذكر ف كتاب المبرد
“يا يزيد، انقطع منك الرجاء وأظنك ستخالف هؤلاء جميعاً فتقتل خيار قومك وتغزو حرم ربك بأشابات الناس فتطعمهم لحومهم بغير الحق فتدركك ميتة فجاءة، فلا دنيا أصبت، ولا آخرة أدركت. يا يزيد أما إذا لم تصب الرشد فإني قد وطأت لك الأمور، وذللت لك أهل العز، وأخضعت لك رقاب العرب، وكفيتك الرحلة والترحال، وجمعت لك ما لم يجمعه واحد”
ومع ذلك لم يحسن معاوية اختيار من يوليه الخلافة من بعده فكان يزيد لا يرهق نفسه إلا في اللهو والمنكرات
وقد سعى معاوية على ثبات ابنه وتعليمية ولكنه كان دائم النفور وكان عنده عصبية قبلية لبنى اميه وفى نفس الوقت كان منافسا للحسين الذى رفض فكرة الخلافة تكون وراثيه في غير أهلها كما افتعل معاوية بن أبي سفيان قبل وفاته
وقد تكبر أكثر يزيد وتجبر وتفتخر بنسبه ومع ذلك أوصاه معاوية وقال له: “وإني لست أخاف أن ينازعك في هذا الأمر إلا ثلاثة نفر: الحسين ابن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. فأما عبد الله بن عمر فرجل قد وقذته العبادة وتخلى من الدنيا وشغل نفسه بالقرآن. وما أظنه يقاتل عليها إلا أن تأتيه عفواً. وأما الذي يجثم جثوم الأسد ويروغ روغان الثعلب، فإن أمكنته الفرصة وثب فابن الزبير، فإن هو فعل فاستمكنت منه فقطعه إرباً إرباً إلا أن يلتمس منك صلحاً، فإن فعل فاقبل منه واحقن دماء قومه تقبل قلوبهم إليك. وأما الحسين بن علي فإن له رحماً وحقاً وولادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أظنه أهل العراق تاركيه حتى يخرجوه عليك، فإن قدرت عليه فاصفح عنه. فإني لو كنت صاحبه صفحت وعفوت عنه”
لم يراعى يزيد كل تعاليم أبيه عن أبناء الصحابة ولا عن حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان كان يزيد مفترى عليه إذا من أعطى أمر قتل الحسين وسبى النساء
لم ارى في التاريخ الاسلامي أو أي حقبة تاريخية بشاعة وظلم وعنفوان مثل ما حدث مع الإمام الحسين وال بيت النبي
ذَبِيحٌ بِلَا جُرْمٍ كَأنَّ قَمِيصَهُ
صَبِيغٌ بِمَاءِ الارْجُوَانِ خَضِيبُ
تَزَلْزَلَتِ الدُّنْيَا لآلِ مُحَمَّدٍ
وَ كَادَتْ لَهُمْ صُمُّ الجِبَالِ تَذُوبُ