نقر الصلاة مثل نقر العصافير

المقال الرابع عشر من سلسلة مقالات (بدع آخر الزمان)
إحياء لتراث سيدى ولى الله تعالى فضيلة الشيخ / عمران أحمد عمران
من كبار علماء الازهر الشريف

ومن بدعهم (نقرهم الصلاة نقراً)

لا يتمون حركاتها ولا سكناتها، وذلك مبطل لعملها، ففي البخارى عن أبى وائل عن حذيفة أنه رأى رجلا لا يتم ركوعه ولا سجوده فلما قضى صلاته قال له حذيفة: “ما صليت” ـ قال (أى الراوى أبووائل) ـ وأحسبه قال: “ولو مت مت على غير سنة محمد صلي الله عليه وسلم”.

وفيه أيضا عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي ﷺ، فرد النبي ﷺ u، فقال: “ارجع فصل فانك لم تصل” فصلي ثم جاء فسلم على النبي ﷺ فقال: “ارجع فصل فانك لم تصل” ثلاثاً، فقال: “والذي بعثك بالحق فما أحسن غيره فعلمني”، فقال النبى ﷺ: “اذا قمت الى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً تم ارفع حتي تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتي تطمئن ساجداً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها”.

 وروي أبو القاسم الاصبهاني عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ان الرجل ليصلى ستين سنة وما تقبل له صلاة، لعله يتم الركوع ولا يتم السجود، ويتم السجود ولا يتم الركوع”.

 والطمانينة هي استقرار الاعضاء فرض عند الفقهاء من أعتاد على تركها بطلت صلاته، وكذلك تلاوة القرآن فيها من فاتحة وسورة فرض تجويدها ومن لم يحسن فليقتدى وجوباً بمن يحسن وإلا كانت صلاته باطلة متى وجد الامام.

صلاة السلفية قديماً:

 هذا واياك أن تقتدى بتلامذة السبكي ابن خطاب، فان لهم في الصلاة فظائع يتناءى عنها المجنون، فهم لا يصلون خلف من لا يرخي العذبة، ولا من يلبس القلنسوة الحمراء التي لها زر المعروفة بالطربوش، وعوامهم لا يصلون إلا خلف من هو منهم ولوعاميا لا يعرف الفاتحة.

 ولقد حضر عندنا رجل من أبناء بلدنا اتبعه ـ يقصد اتبع السبكى السلفى ـ فترك الصلاة خلفي وانتظر عوام جمعهم وصلي بهم اماماً وهو عامي، فسمعته وهو يقرأ فوجدته لا يحسن القراءة، ورأيت أعماله ليست على مذهب مخصوص، فعرفت أن الرجل غير مقيد بمذهب، فامرت الناس بالاعادة وغضبت عليه، خصوصا لما سمعته يشنع على المتوسلين باهل البيت، ويقول ان الله لا يحتاج الى واسطة، إذ هو ليس كملوك الدنيا!! فهو ينفي حتى واسطة المصطفى.

 وإنى كثيراً ما أسمع عنهم أموراً يستنكفها العقلاء، ولكن خوفاً من التعرض بغير حقيقة لم أدخل في أمرهم حتى الآن، ولقد رأيت إماماً عندنا بالصعيد من أهل العلم يصلى قيام رمضان كانه مروحة في هواء في كل حركاته، فيالله ضاع العلم واستخف أهله بالدين!!.