بقلم الدكتورة : منى حمدى غريب باحثةدكتوراه
في التاريخ الاسلامي والحضارة الإسلامية
أخاك أخاك إن من لاأخا له كساع إلى الهيجا بغيرسلاح
وما خلق الإنسان إلا ليدرك ما حوله من الكون تساؤلات من أحق بالثقة ومن غدر به ظلما :
أتساءل كثيرا ماذا وجد كليم الله موسى فى اخية هارون ليقول “واجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً ونَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً”
وأجمل ما قيل فى الإخوة ذكر أبو فراس الحمداني: وإني وإيّاه كعينٍ وأختها وإني وإيّاه ككفٍ ومعصمِ
وماذا وجد إخوة يوسف فى حق أبيهم حتى يغدورا بأخيهم يوسف ويخططوا لقتله والقائه فى الجب فيذكر الله تعالى فى كتابة ” إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10)
ماذا وجدوا كلامها في إخوته ليكون سندا له ويكونوا سببا فى قتله ؟ وكيف كان شعور موسي وهو يرشح أخيه لفصاحه لسانه ومكانته وقوة شخصيته أمام الآخرين فكانت كل ما تكلم عنه موسى وشعر به ماهو الا ثقة بأخيه أنه لا يصل بعده ابدا وان ضل طريقة وجد راشده ومرشده ورادده إلى صوابه
على عكس إخوة يوسف الذين كانوا يكيدون كيدا وعرضوا الخطط التى تؤتى بهلاك يوسف ألم يرأف لهم قلب أبيهم لحسرته على يوسف ألم يشفقوا على أبيهم فى القائهم أخيهم فى الجب”البئر”
أتساءل كيف كان شعور منقذ يوسف عند بيعه ومعرفته بكونه نبي الله بعد ذلك أكانت كل هذه التأويل تتمركز حول الثقة والغيرة والحقد ؟
وقد ذكر ابن الرومى فى الإخوة :
وإخوانٍ تخذتهمُ دروعاً فكانوها ولكنْ للأعادي وخِلتهم سهاماً صائبات فكانوها ولكن في فؤادي وقالوا قد صفت منا قلوبٌ لقد صَدَقوا ولكن من ودادي
جميعنا بداخلنا حظ الشيطان منا فيجرى الشيطان بنا مجرى الدم ولكن من أعطى ثقته لمن يستحقها ولم يغدر أو يكبد له ك هارون اخوه موسى نجى من مصير الشيطان به
ومن كاد وافترى ودبر وخان ولم يرأف بقلب ابويه كأخوة يوسف فقد اعطى حظ الشيطان فى قلبه وظلم وافترى وله جزائه عند الله .