من هو العارف بالله تعالى، وبما وصل إلى المعرفة به عز وجل
27 سبتمبر، 2025
منهج الصوفية

المقال من سلسلة : سألنى أحد المريدين ( المحبين ) .
بقلم الكاتب والداعية الإسلامى الدكتور : رمضان البيه
سألني أحد المريدين قال : من هو العارف بالله تعالى ،وبما وصل إلى المعرفة به عز وجل ؟
فأجبته : العارف بالله تعالى هو المؤمن التقي النقي الذي أقبل على الله تعالى بدفع المحبة الخالصة والصدق في الإقبال والإخلاص في التوجه والقصد .
فأقبل الله عليه وأشرق على قلبه بأنوار المعرفة وهو الخارج من الخلق والأكوان إلى خالق ومكون الأكوان سبحانه ، وهو الزاهد الراغب ، الزاهد في الدنيا وما سوى الله تعالى .
وهو المتحقق بأن الله عزوجل هو المقدر للأقدار والفعال وأنه جل جلاله القائم على ملكه والذي له الأمر من قبل خلق الخلق ومن بعد أن خلقهم وأوجدهم سبحانه ، وأنه لا يقع في ملكه جل ثناءه إلا ما أراد وهو الفعال لما يريد .. والذي لا يطاع بإكراه ولا يعصى بغلبة وهو الذي لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية إذ انه تبارك في علاه قائم بذاته غني بذاته مستغني عن من سواه ” يا أيها الناس انتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد “
والعارف في حال حضور دائم مع الله وفي حال الشهود إذا نظر شاهد آيات الله تعالى ، وإذا نطق نطق بالثناء على ربه ومولاه ، وإذا تحرك تحرك في طاعة الله سبحانه ومرضاته . النبي قائد ركبه ودليله . والقرآن نوره ومنهجه .
هو المشاهد لتجليات خالقه جل جلاله في الصور والرسوم لتحققه بأن كل صور الكائنات من صنع سيده ومولاه وهي مظاهر تجليه جل جلاله بأنوار أسماءه تعالى وصفاته فهو الظاهر والمظهر لكل شئ والسابق ظهوره ظهور أي شئ ..وهو المتجلي في الأفعال . يقول سبحانه ” وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ” .
وهو تعالى المتجلى في الأحوال يقول سبحانه ” وأصبر وما صبرك إلا بالله ” .
والعارف لا تخرج معاملاته مع الخلق عن ثلاث ” المعاملة بالله ولله وفي الله ” .
وهو الذي يتحرك بالله ويسكن بالله وينطق بالله ، وهو في حال رضاء عن ربه تعالى على الدوام ، عند الإبتلاء يتذوق بلسان قلبه في مرارة الإبتلاء حلاوة لنظره إلى محبوبه سبحانه مجري الإبتلاء ، وعند القضاء يرضى ويسلم بل يسعد ويفرح لعلمه بأن كل ما يجريه محبوبه عز وجل له لا عليه .
يقول عزوجل ” قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ” . والعارف مع أدبه وكمال حاله مع ربه تعالى ومولاه لا ينظر لنفسه بعين الكمال والرضا عنها بل يتهم نفسه بالنقص والتقصير على الدوام لما أدرك من عظمة وجلال ربه سبحانه وتعالى .. هذا وأما عن وصوله إلى المعرفة بالله فهذا من محض فضل الله وكرمه وجوده وإحسانه جل جلاله وبتوفيقه سبحانه ..