مجلة روح الاسلام فى ضيافة بحر العلوم سيدى جلال الدين السيوطى – الجزء الثانى

عدسة الاستاذ / احمد قناوى

 

تعليق الاستاذ / سيد حسن

فى عدد خاص من مجلة اسرة روح الاسلام

رصدت عدسة كاميرا مجلة روح الاسلام فاعليات احتفال الشعب الأسيوطى وغيره من مدن الصعيد وقراه ونجوعه ومن مختلف ربوع الجمهورية بذكرى مولد الامام العالم الموسوعى العلامة صاحب الكتب والمجلدات والموسوعات فى مختلف علوم الدين واللغة وفنونها سيدى جلال الدين السيوطى رضى الله عنه وارضاه.

ونستكمل فى هذا الجزء الثانى من المقالة سيرة ذلك العالم الربانى سيدى جلال الدين السيوطى رضى الله عنه وارضاه.

خلوته واعتزاله الناس:

قضى ‌السُّيُوطي فترة غير قصيرة في خصومات مع عدد من علماء عصره، كان ميدانها الحملات الشرسة في النقد اللاذع في الترجمة المتبادلة، ومن خصومه: البرهان الكركي، وأحمد بن محمد القسطلاني، والشمس الجوجري، غير أن أشد خصوماته وأعنفها كانت مع شمس الدين السخاوي، الذي أتهم ‌السُّيُوطي بسرقة بعض مؤلفاته، واغتصاب الكتب القديمة التي لا عهد للناس بها ونسبتها إلى نفسه.

لم يقف ‌السُّيُوطي مكتوف الأيدي في هذه الحملات، بل دافع عن نفسه بحماسة بالغة وكان من عادته أن يدعم موقفه وقراره بوثيقة ذات طابع أدبي، فألف رسالة في الرد على السخاوي، اسمها (مقامة الكاوي في الرد على السخاوي) نسب إليه فيها تزوير التاريخ، وأكل لحوم العلماء والقضاة ومشايخ الإسلام.

وكان لهذه العلاقة المضطربة بينه وبين بعض علماء عصره، وما تعرض له من اعتداء في الخانقاه البيبرسية أثر في اعتزال الإفتاء والتدريس والحياة العامة ولزوم بيته في روضة المقياس على النيل، وهو في الأربعين من عمره، وألف بمناسبة اعتزاله رسالة أسماها المقامة اللؤلؤية، ورسالة «التنفيس في الاعتذار عن ترك الإفتاء والتدريس».

تنبه بعض خصوم ‌السُّيُوطي إلى خطئهم فيما صوبوه إلى هذا العالم الجليل من سهام في النقد والتجريح وخصومات ظالمة، فأعلنوا عن خطئهم، وفي مقدمتهم الشيخ القسطلاني الذي أراد أن يسترضي هذا العالم الجليل الذي لزم بيته وعزف عن لقاء الناس، فتوجه إليه حافيًا معتذرًا، غير أن هذا الأمر لم يجعل ‌السُّيُوطي يقطع عزلته ويعود إلى الناس، ولكنه استمر في تفرغه للعبادة والتأليف.

اعتزال السلاطين :

عاصر ‌السُّيُوطي الكثير من السلاطين المماليك حتى قيل انه عاصر ثلاثة عشر سلطانًا مملوكيًا طلية مدة حياته ، وكانت علاقته بهم متحفظة، وطابعها العام المقاطعة وإن كان ثمة لقاء بينه وبينهم، وضع نفسه في مكانته التي يستحقها، وسلك معهم سلوك العلماء الأتقياء، فإذا لم يقع سلوكه منهم موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم، فقد ذهب يومًا للقاء السلطان الأشرف قايتباي وعلى رأسه الطيلسان وهى عمامة طويلة فعاتبه البعض، فأنشأ رسالة في تبرير سلوكه أطلق عليها (الأحاديث الحسان في فضل الطيلسان). وفي سلطنة طومان باي الأول حاول هذا السلطان الفتك بالسُّيُوطي، لكن هذا العالم هجر بيته في جزيرة الروضة واختفى فترة حتى عُزل هذا السلطان.

كان بعض الأمراء يأتون لزيارته، ويقدمون له الأموال والهدايا النفيسة، فيردها ولا يقبل من أحد شيئا، ورفض مرات عديدة دعوة السلطان لمقابلته، وألف في ذلك كتابًا أسماه (ما وراء الأساطين في عدم التردد على السلاطين).

مؤلفاته ومصنفاته :

كثرت مؤلفات الامام الحافظ سيدى جلال الدين السيوطى فى جميع الفروع العلمية الشرعية واللغوية وحتى بعض العلوم الطبيعية التى كانت فى عصره ومن هذه الكتب :

كتاب الإتقان في علوم القرآن ، وكتاب إتمام الدراية لقراء النقاية ، وكتاب الأحاديث المنيفة ، وكتاب الأرج في الفرج ، وكتاب الاذدكار في ما عقده الشعراء من الآثار ، وكتاب إسعاف المبطإ في رجال الموطأ ، وكتاب الأشباه والنظائر ، وكتاب الأشباه والنظائر ، وكتاب الاقتراح ، وكتاب الإكليل في استنباط التنزيل ، وكتاب الألفاظ المعربة ، وكتاب الألفية في مصطلح الحديث ، وكتاب الألفية في النحو واسمها (الفريدة) وله شرح عليها.

وكتاب إنباه الأذكياء لحياة الأنبياء ، ورسالة بديعية وشرحها ، وكتاب بغية الوعاة، في طبقات اللغويين والنحاة ، وكتاب التاج في إعراب مشكل المنهاج ، وكتاب تاريخ أسيوط ـ وكان أبوه من سكانها، وكتاب تاريخ الخلفاء ، وكتاب التحبير لعلم التفسير ، وكتاب تحفة المجالس ونزهة المجالس ، وكتاب تحفة الناسك ، وكتاب تدريب الراويّ – في شرح تقريب النواوي، وكتاب ترجمان القرآن ، وكتاب تفسير الجلالين ، وكتاب تنوير الحوالك في شرح موطأ الإمام مالك ، وكتاب الجامع الصغير – في الحديث، وكتاب جمع الجوامع، ويعرف بالجامع الكبير – ستة أجزاء،.

وكتاب الحاوي للفتاوي ، وكتاب حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ، وكتاب الخصائص والمعجزات النبويّة ، وكتاب درّ السحابة، في من دخل مصر من الصحابة ، وكتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور – ستة أجزاء، وكتاب الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الأثير ، وكتاب الدراري في أبناء السراري ، وكتاب الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة ، وكتاب الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج ، وكتاب ديوان الحيوان – اختصره من حياة الحيوان للدميري، وقد ترجم إلى اللاتينية.

وكتاب رشف الزلال – ويعرف بمقامة النساء، وكتاب زهر الربى – في شرح سنن النسائي، وكتاب زيادات الجامع الصغير ، وكتاب السبل الجلية في الآباء العلية ، وكتاب شرح شواهد المغني – سماه (فتح القريب) ، ورسالة الشماريخ في علم التاريخ ، وكتاب صون المنطق والكلام، عن فن المنطق والكلام ، وكتاب طبقات الحفاظ ، وكتاب طبقات المفسرين ، وارجوزة عقود الجمان في المعاني والبيان ، وكتاب عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد ، وكتاب قطف الثمر في موافقات عمر ، وكتاب كوكب الروضة في ذكر جزيرة الروضة التي كان من سكانها.

 ورسالة مقامات ، وكتاب اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ، وكتاب لب اللباب في تحرير الأنساب ، وكتاب لباب النقول في أسباب النزول ، وكتاب ما رواه الأساطين في عدم المجئ إلى السلاطين ، وكتاب متشابه القرآن ، وكتاب المحاضرات والمحاورات ، وكتاب المذهب في ما وقع في القرآن من المعرب ، وكتاب المزهر –  في اللغة، وكتاب مسالك الحنفا في والدي المصطفى ، وكتاب المستطرف من أخبار الجواري ، وكتاب مشتهى العقول في منتهى النقول.

 وكتاب مصباح الزجاجة – في شرح سنن ابن ماجة، وكتاب مفحمات الأقران في مبهمات القرآن ، وكتاب مقامات – في الأدب، وكتاب المقامة السندسية في النسبة المصطفوية ، وكتاب مناقب أبي حنيفة ، وكتاب مناقب مالك ، وكتاب مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا ، وكتاب المنجم في المعجم – ترجم به أشياخه، وكتاب نزهة الجلساء في أشعار النساء ، وكتاب النفحة المسكية والتحفة المكية ، وكتاب نواهد الأبكار – حاشية على البيضاوي ، وكتاب همع الهوامع – في النحو، وكتاب الوسائل إلى معرفة الأوائل.

وفاته

توفي الإمام ‌السُّيُوطي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة، في 19 جُمادى الأولى سنة 911 هـ، الموافق 20 أكتوبر 1505 م، ودُفن خارج باب القَرافة بالقاهرة، ومنطقة مدفنه تُعرَف الآن بمقابر سيِّدي جلال نسبة إليه، وقبرُه معروف هناك .

اما الضريح الموجود باسيوط فهو من اضرحة الرؤيا وهى منسوبة نسبة صحيحة الى الامام الحافظ جلال الدين السيوطى ، فلأولياء الله سبحانه وتعالى اسرار خفية ، وهم كالسيل اينما وقع نفع.

ونفعنا الله بهم فى الدنيا والاخرة.

مع تحيات اسرة مجلة روح الاسلام.