دور الغدتان التناسليتان في المرأة فى عملية الخلق – الجزء الثانى


المقال الثانى والعشرون من سلسلة (الاعجاز الطبى في القرآن والسنة)

اعداد الاستاذ الدكتور/ عبد الحميد محمد صديق
استشارى الجراحة العامة

هما المبيضان القابعان في حوضها في حفرتين صغيرتين كل واحده منهما على جانب من جانبي الحوض.

وكل مبيض عبارة عن غدة شبه مستديرة في حدود ٣٥مم × ٢٥مم . تقع بالقرب من بوق قناة الرحم ومثبتة في موضعها بعدد من الأربطة

كما يتكون كل مبيض من نسيج ليفي غنى بأوعيته الدموية يعرف باسم سدادة المبيض ، ويحيط بها عدد من الحويصلات المبيضية المعروفة باسم حويصلات جراف تحتوى كل منها على بويضة واحدة محاطة بكمية من الماء الأصفر.

وعدد البويضات في جنين الأنثى يتراوح بين أربعمائة ألف وستة بلايين بويضة لا يبقى منها عند سن البلوغ سوى بضعة آلاف قليلة تنمو منها حويصلة واحدة في كل شهر طوال الفترة التناسلية للأنثى من سن البلوغ إلى سن الياس بمجموع لا يتعدى الأربعمائة بويضة على طول هذا العمر.

وأكثر من  ٥٠%  من عمليات الإخصاب تسقط قبل أن تعلم المرأة أنها قد حملت، ولا يستمر إلى نهاية فترة الحمل أكثر من حوالى ۲۲ ٪ ويقول الله تعالى: “اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أَنثى وَمَا تَفِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَاد وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بمقدار” . الرعد : ٨ .

وماء المرأة الدافق يخرج مرة واحدة في كل شهر من الحويصلة الحافظة له عندما يدفع المبيض بتلك الحويصلة من حافته إلى بوق قناة الرحم فتنفجر عند تمام نضجها ويندفع ماؤها الأصفر اللون متدفقا بالبويضة إلى داخل قناة الرحم تماماً.

كما يتدفق ماء الرجل بالحيوانات المنوية فكلاهما ماءٌ دافق، كما قررت الآية السادسة من سورة الطارق.

وهذا الماء الدافق عند المرأة يختلف عن سوائل المهبل وهى سوائل لزجة تسيل ولا تتدفق تفرزها مجموعة من الغدد المتصلة بالمهبل، وهى سوائل مطهرة للجهاز التناسلي للأنثى ولا دخل لها بتكوين الجنين وعلى ذلك فإن في قول ربنا تبارك وتعالى عن الإنسان ” خلق من ماء دافق ” سبقاً علمياً للمعارف المكتسبة بأكثر من أربعة عشر قرناً ولا يمكن لعاقل أن يتصور له مصدراً غير الله الخالق سبحانه وتعالى.

ثالثاً: في قوله تعالى: “يَخْرُجُ مِن بَينِ الصُّلْبِ والترائب”.

تتكون الغدد التناسلية في كل من الرجل والمرأة وهما :

ـ الخصيتان

ـ والمبيضان

مما يعرف باسم الحدبة التناسلية والتي تقع بين صلب الجنين أي عظام ظهره الفقارية أو عموده الفقري وترائبه أي عظام صدره أو ضلوعه وتنزل الخصيتان بالتدريج حتى تصلا إلى خارج الجسم كيس الصفن في أواخر الشهر السابع من عمر الحمل.

وينزل المبيضان إلى حوض المرأة فى الفترة نفسها تقريباً، ويبقيان في داخل الحوض وتبقى تغذية تلك الغدد التناسلية الذكرية والأنثوية بالدم والسوائل الليمفاوية والأعصاب من مركزي نشأتهما من موقع الحدبة التناسلية بين الصلب والترائب طيلة حياة أصحابها.

ومن هنا تأتى ومضات الإعجاز العلمي فى هذه الآيات الثلاث التي يقول فيها ربنا تبارك وتعالى ” فَلْيَنظُرِ الْإِنسَنُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّاو دافِي يَخْرُجُ مِن بَينِ الصُّلْبِ والترائب ” الطارق الآية ٥.

وتأكيداً على خلق الإنسان من ماء الرجل والمرأة وأن كلاً من المائين يخرج دافقاً مندفعاً، وأن كليهما يخرج من بين الصلب والترائب لنشأة الغدة التناسلية في كل من الرجل والمرأة. من هذا الموقع نفسه واستمرار تغذيتها طيلة حياتها بالدماء والسوائل الليمفاوية والأعصاب من الموقع ذاته، مما يجعل هذا الماء يخرج فعلاً من بين الصلب والترائب.

فكل من الخصية والمبيض في بدء تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب أي من بين منتصف العمود الفقري تقريباً ومقابل أسفل الضلوع.

ومما يفسر لنا صحة هذه النظرية أن الخصية والمبيض يعتمدان في نموهما على الشريان الذى يمدهما بالدم .. وهو يتفرع من الشريان الأورطي فى مكان يقابل مستوى الكلى الذي يقع بين الصلب والترائب ويعتمدان على الأعصاب التي تمد كلاً منهما وتتصل بالضفيرة الأورطية ثم بالعصب الصدري العاشر وهو يخرج من النخاع من بين الضلع العاشر والحادي عشر. وكل هذه الأشياء تأخذ موضعها في الجسم فيما بين الصلب والترائب . فسبحان الخلاق العظيم .