حسن الخلق جوهر رساله الاسلام
22 سبتمبر، 2025
منبر الدعاة

بقلم الشيخ : جمال عبد الحميد ابراهيم
عضو لجنة صانعي السلام والمنظمة العالمية لخريجي الأزهر
الإسلام ليس صلاةً وصومًا وحجًا وزكاةً فقط، وإنما هو أيضًا أخلاق وقيم، كما قال رسول الله ﷺ:
«إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق».
أذى الناس وشتمهم – سواء باللسان أو بالوقيعة أو بإشعال الفتنة بين الناس – كله حرام، وهو من حقوق العباد التي لا تسقط إلا بالعفو. قال الله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: ٥٨].
وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَومٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ﴾ [الحجرات: ١١].
وقال النبي ﷺ:
«إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس أو تركه الناس اتقاء فحشه».
«كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه».
«المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».
«سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله، إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها بلسانها، فقال: «لا خير فيها، هي في النار».
وقال ﷺ:
«ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء».
«ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء».
وقال لعائشة رضي الله عنها: «يا عائشة إن الله لا يحب الفاحش المتفحش».
فلْيحذر كل من يلجأ إلى الشتائم أثناء النقاش مع أخيه أو عند وقوع خلاف في الرأي؛ إذ لا ينبغي مطلقًا أن يفسد الخلاف للود قضية، ولا أن يجرّ المسلم إلى ارتكاب كبيرة كأذى المسلمين وشتمهم.
كما لا يجوز للمسلم أن يتلفّظ بألفاظ بذيئة في حق أي إنسان مهما كان إجرامه، امتثالًا لقول رسولنا العظيم ﷺ: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء». فالنقد ومقاومة الظلم والطغيان أمر، والشتائم والألفاظ البذيئة أمر آخر.