البرمجة الذاتية

بقلم الأستاذة: يمني محمد عاطف

تُعَدّ البرمجة الذاتية فرعًا من فروع البرمجة اللغوية العصبية،
لكنها تتميز بكونها مرتبطة مباشرة بشخصية الإنسان، وما يحمله من معارف وخبرات اكتسبها من محيطه، لتقوده نحو حياة أكثر استقرارًا ووعيًا ونضجًا.

الإنسان بين الفطرة والبرمجة :
يولد الإنسان على الفطرة ثم يكتسب عاداته وتقاليده من أسرته،ثم من بيئته المحيطة التي تُسهم في صياغة شخصيته،
وهنا يأتي دور البرمجة الذاتية في توجيه السلوك، ومساعدته في الوصول إلى أهدافه بشكل صحيح.

ركائز البرمجة الذاتية :
ترتكز البرمجة الذاتية على ثلاثة محاور أساسية:

الماضي: رصيد الخبرات والتجارب، إن استُوعِب جيدًا تحوّل إلى مصدر خبرة يُعين الإنسان على تجنّب الأخطاء، ويمنحه عادات جديدة نافعة تبني شخصيته.

الحاضر: هو ما نعيشه الآن ويحتاج إلى غربلة دقيقة، ليُصفّي المرء عاداته وعلاقاته مما يعيقه أو يرهقه، ويحتفظ فقط بما ينفعه ويُفيد مستقبله ومسيرته.

المستقبل: هو الصورة التي يرسمها المرء لنفسه، فمن يتخيل ذاته طبيبًا أو معلمًا أو ضابطًا يسلك هذا المسار، وتُحدد رؤيته خياراته في عمله وحياته اليومية كلها.

خطوات عملية للبرمجة الذاتية :

الهدف: تحديد ما تريده بوضوح ودقة كاملة.

الواقع: معرفة إمكانياتك الحقيقية المتاحة الآن.

التصميم: اجتياز المعوقات باعتبارها تحديات بنّاءة.

الوصول: التخطيط التدريجي من الصغير إلى الكبير.

قوة الكتابة والوعي :
من أهم التمارين في مجال البرمجة الذاتية:

الكتابة: عبّر عمّا تريده فالعقل يقودك لما تكتب.
التفريغ: تخلص من التفكير السلبي بالكتابة الواعية.

البعد الإيماني :
يبقى الإيمان أساس الطمأنينة وراحة النفوس جميعًا،
قال الله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللّٰهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾،
فذكر الله يمنح صفاءً يساعد على حسن الاختيار للبيئة،
ويعين على الثبات والسير نحو النجاح والوعي العميق.

الخلاصة:
البرمجة الذاتية رحلة تبدأ من الماضي، ثم تنظيم الحاضر، ورسم صورة واضحة للمستقبل، ومع التدريب والكتابة والذكر يصل المرء إلى الاستقرار، ويبلغ الخبرة التي تقوده إلى النجاح والطمأنينة