السنة الأولى جواز { سلسلة على درب السعادة الزوجية}

بقلم الاستاذة: سيدة حسن 

سلسلة على درب السعادة الزوجية المقال الرابع : 

وتبدأ السنة الأولى من الزواج، وفيها بيبان القدرة على التفاهم والوعي إن الجواز مش حلم وردي ولا كابوس أسود، هو امتحان فيه ود ورحمة.

ومع مرور السنين، تيجي الضغوط: شغل، أولاد، مسؤوليات. هنا لازم نفتكر إن كل واحد فينا إنسان عادي: عنده خير وشر، صح وغلط، لحظات قوة ولحظات ضعف.

لو عرفنا نغضي الطرف عن الهفوات الصغيرة ونسامح، هنلاقي نفسنا بنبني بيت آمن فعلاً.


دور الزوج والأب :
وهنا ييجي دور الزوج كقائد البيت. ربنا قال:
﴿ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَآ أَنفَقُوا۟ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ﴾.

والقوامة مش تسلط ولا قسوة، لكنها رعاية وحماية وعدل. الزوج لازم يكون قدوة في أخلاقه وصلاته، يسمع ويستشير، ويقرر بما فيه مصلحة للجميع. قوامته معناها يكون سند لمراته، ويوجهها بلطف وحكمة، ويشيل مسؤولية بيته برجولة وحنان.

أما كأب، فمسؤوليته أكبر: يكون حضن لأولاده، يعلّمهم الدين والخلق، ويبقى أول قدوة في حياتهم. ولو مارس القوامة بالعدل والرحمة، بيته هيعيش في أمان وطمأنينة.

دور الزوجة والأم :
زي ما الراجل ليه دور في القوامة والرعاية، الست كمان ليها مكانة عظيمة الزوجة مش مجرد شريك، دي روح البيت ونبضه. وجودها هو اللي بيحلي تفاصيل الحياة، وهي اللي بتبث في البيت الدفا والسكينة.

الزوجة الصالحة بتكون عون لزوجها، مش خصم ليه. تدعمه وقت ضعفه، وتفرح بنجاحه وتستره قدام الناس. ولو أخطأ، تنصحه بلطف، وتعرف إزاي تحفظ بيتها من جوه.

أما كأم، فهي المدرسة الأولى، حضنها هو أول أمان للطفل، وكلمتها هي أول درس في الأخلاق. بتربي بعاطفة وحزم، وتعلّم أولادها الدين بالحب والقدوة.

الست مش بس بتدير المطبخ أو طلبات البيت، لكنها بتبني أجيال وبتصنع رجال ونساء صالحين.

التوازن بين الزوجين :
ولو الزوج والزوجة كل واحد قام بدوره بما يرضي ربنا، البيت هيفضل متوازن. زي جناحين لطائر: لو واحد قصر التاني يتعب، لكن لما يكمّلوا بعض يقدروا يطيروا بعيد ويواجهوا أي ريح.

مسؤولية الأولاد :
ومع وجود الأولاد بتكبر المسؤولية أكتر. الأب والأم مش بس عايشين لبعض، لكن عايشين عشان يربوا جيل صالح.

الأولاد أمانة، وهما اللي هيبقوا الصدقة الجارية بعد رحيلنا. كل ما كبروا في بيت مليان حب واحترام وتربية على الدين، كل ما كانوا زينة الحياة الدنيا وباب أجر للآخرة.


الخلافات الأسرية :
الحقيقه إن الخلافات جزء طبيعي من أي بيت. مش معناها فشل، بالعكس، ساعات تبقى فرصة نتعلم نسمع بعض ونتنازل ونتقرب أكتر.

السر كله إن البيت يكون مبني على التوازن بين الحقوق والواجبات. لو كل واحد شاف واجبه قبل حقه، الرحمة هتسود، والاستقرار هيزيد.

الخاتمة :
وفي الآخر، الجواز مش بس عشرة دنيوية، ده طريق روحي. البيت اللي بيبقى فيه ذكر لله ودعاء وسكينة، هو بيت ربنا بيملاه نور وبركة.

اللهم اجعل بيوتنا سكنًا تطمئن فيه القلوب، واجعل بين أزواجنا مودة ورحمة، وأعنا أن نكون عند حدودك قائمين بحقوقك، وارزقنا الذرية الصالحة، واجعل بيوتنا طريقًا لرضاك وجناتك