الخصائص النبوية الدنيوية (1)
6 سبتمبر، 2025
قبس من أنوار النبوة

بقلم الشيخ : أبو بكر الجندى
خصّ الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بخصائص عظيمة ومناقب كثيرة في الدنيا والآخرة؛ لأنه النبي المصطفى والرسول المجتبى، وهو خير خلق الله وأكرم البشر على الله، وهذه الخصائص ليست لأحد من البشر قبله ولا بعده، والتي منها:
1ـ أخذ الله الميثاق من النبيين أن يؤمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وينصروه: قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}[آل عمران: 81].
2ـ بشرت الرسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال اللهُ تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}[الصف: 6]، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: “أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى”.
3ـ بشرت الكتب السماوية بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال اللهُ تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ …}[الأعراف:157]، وقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الفتح: 29].
4ـ عموم رسالته صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[سبأ: 28]، وقال صلى الله عليه وسلم: “وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة”.
5ـ كتابه محفوظ من التحريف والتبديل، كما قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: 9] وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: لرسوله صلى الله عليه وسلم: “وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرأه نائما ويقظان”، أي محفوظ في الصدور وفي المصاحف على مر الأزمان، ولا يتطرق إليه ذهاب ولا تغيير.
6ـ حجب اللَّه الشياطين عن السموات لبعثته صلى الله عليه وسلم: قال تعالى عن لسان شياطين الجن: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا}[الجن: 8، 9]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: “كان الجن يسمعون الوحي فيستمعون الكلمة فيزيدون فيها عشرًا، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كان أحدهم لا يأتي مقعده إلَّا رمي بشهاب يحرق ما أصاب”.
7ـ أنه خاتم النبيين: قال الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب: 40]، وقال صلى الله عليه وسلم: “وأُرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون”.
8ـ شرعه ناسخ لجميع الشرائع قبله: قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}[المائدة: 48]، قال الإمام السيوطي: “استدل بهذه الآية على أن شرعه صلى الله عليه وسلم ناسخ لكل شرع قبله”.