خروج الرجل مع زوجته بالليل ! هل هى سنة مهجورة ؟
18 يوليو، 2025
قضايا شرعية

المقال الأول من سلسلة ( من الحياة من نجا ومن ىهلك )
بقلم الدكتور : محمد زغله
مؤسس مدرسة الإمام الرائد
ينتشر بين الناس .. أنه من سُنة رسول الله ﷺ أن يخرج الزوج مع زوجته ليلاً..!!
على أنها سنة مهجورة ويدعون إلى إحيائها..
مستندين على موقف مقتطع من سياق حديث طويل.. (….. كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ ، إذَا كانَ باللَّيْلِ، سَارَ مع عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ معهَا…..)
نبين الآتى:
* أن هذه الدعوة مخالفة لسنة رسول الله لم يكن أبداً من عمل رسول الله الخروج أو الكلام ليلاً.. بل كره الكلام من بعد العشاء..
– عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ (كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ ، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا).
– عن ابن مسعود قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَجْدِبُ لَنَا السَّمَرَ بَعْدَ الْعِشَاءِ”
أي: يعيبه ويذمه.
* كان سيدنا رسول الله ﷺ ينام أوّل اللّيل بعد أن يصلى العشاء، ثم يقوم عند أول النصف الثاني من الليل فيُحيي الثلث منه، ثم ينام في السُّدُس الباقي من الليل.
* والسيدة عَائِشَةَ نفسها تقول :
( مَا نَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَبْلَ الْعِشَاءِ ، وَلَا سَمَرَ بَعْدَهَا )
وكانت رضي الله عنها إذا سمعَت أحدًا من أهلها يتحدث بعد العشاء، قالت:
“أريحوا كُتَّابكم” (تعني: الملائكة الكاتبين)
* ومن أوقات نوم الأزواج ( من بعد صلاة العشاء ) ..
لقوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ﴾
* أما ما يستدلون به فإن هذا الموقف كان فى سفر ..وللسفر أحكامه الخاصة..
عن عائشة أم المؤمنين:
” كانَ رَسولُ اللهِ ﷺ إذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بيْنَ نِسَائِهِ فَطَارَتِ القُرْعَةُ علَى عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ فَخَرَجَتَا معهُ جَمِيعًا، وَكانَ رَسولُ اللهِ ﷺ ، إذَا كانَ باللَّيْلِ، سَارَ مع عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ معهَا،….”
* وقد أستثنى سيدنا رسول الله ﷺ كراهة السّهر والكلام فى الليل إلا فى حالتين فقط (الصلاة والسفر )
قال ﷺ : “لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: لِمُصَلٍّ ، أَوْ مُسَافِرٍ “
* ((وفى زمن)) سيدنا رسول الله ﷺ، كان خروج الرجل ليلاً مع زوجته ، أدعى للشبهات وإثارة الظنون والشكوك فى قلوب الناس.
عن أم المؤمنين صفية بنت حيي:
ما محصلته .. أنها زارت سيدنا رسولَ اللهِ ﷺ وهو مُعْتَكِفٌ في المسجِد فتَحَدَّثَت عنده ساعَة مِن العِشاء،
قام ﷺ معها يردها إلى بيتها،
إذ مَرَّ بهِما رجلان، فسَلَّما على رسول الله ﷺ ثم أسرعا،
فقال لهما ﷺ: علَى رِسْلِكُما (يعنى على مهلكما)،
إنَّما هي صفيَّة بنتُ حُيَيٍّ،
قالا: سبحان الله يا رسول الله، وعظُم وشقّ عليهما ما قال (يعنى أحرجوا)،
فقال ﷺ: إنَّ الشَّيطان يَجْري مِن ابنِ آدَم مَبلَغ الدَّم، وإنّي خَشيتُ أنْ يَقذِف في قُلوبِكُما..
يعنى خاف أن يدخل الشك قلب الرجلين، فيقولا رسول الله يسير مع امرأة أجنبية فى الليل..
* والحديث بعد صلاة العشاء جائز من غير كراهة إذا كان فيه مصلحة، كالعلم، ومحادثة الضيف، والعروس، ومحادثة الرجل أهله وأولاده ، الإصلاح بين الناس.
* وسبب كراهة الحديث بعد العشاء أنه يؤدي إلى السهر ويخاف منه غلبة النوم عن قيام الليل أو الذكر فيه أو عن صلاة الصبح .
* ولا مانع ((فى زمننا)) بل من المستحب والمرغوب.. من خروج الرجل مع زوجته لقضاء الحاجات والتنزه والفسحة ليلاً أو نهاراً ..
ما دام فى إطار الحشمة والآداب والسلوك الإسلامى القويم.
ولكن ليس على أنها سنة نبوية غفل المسلمون عنها.
والله أعلم،،
#من_الحياة_من_نجا_ومن_هلك