من نحن ؟ وماذا نريد ؟

بقلم : خادم مدرسة تصوف العلماء
الدكتور: أحمد شتيه

المقال الأول من سلسلة البداية

 

( من نحن ؟ وماذا نريد ؟ )

– نحن عباد فقراء إلى الله نبتغي الوصول إليه تعالى من أقرب طريق . وسط هذه الفتن غير المسبوقة .

– نحن عباد لا نبتغي سوى الوصول إلى الحق . وخدمة الدين . ومساعدة كل الخلق في الوصول إلى الحق .

– لا غرض لنا ولا مصلحة دنيوية أبدا .

– لقد من الله علينا بالبحث والتدقيق والتحري حتى وصلنا إلى جملة من الحقائق هي كل رسالتنا التي نسعى إلى توصيلها للناس جميعا .

الحقيقة الأولى :
أن الدين دين وسطية واعتدال . وأدب وحب . واحترام للآخر . ودعوة الفكر وإعمال العقل . وليس عصبية مذهبية . أو إساءة للمخالف . أو تبعية مطلقة لشخوص أو جماعات .

الحقيقة الثانية :
أن الدين مستودع عند أئمة أهل السنة الأشاعرة والماتريدية وعند فضلاء الحنابلة . وعند المذاهب الأربعة المرضية. وعند السادة الصوفية المحققين العلماء أهل التزكية والتربية .

الحقيقة الثالثة :
أن ابن تيمية رحمه الله تعالى خلف للأمة فكرا مضطربا مزق شملها ورسخ العصبية ومعاني التبعية المؤدية إلى تلويث ظنون المسلمين بعضهم ببعض . وهذه نتيجة يصل إليها أي منصف بمجرد القراءة والبحث.

الحقيقة الرابعة :
أن محمد بن عبد الوهاب أحيا فكر ابن تيمية الذي أجج الفتن بعدما اضمحل أثر كلام ابن تيمية في تلك المسائل . فأحيا بذلك كل الفتن بين المسلمين . وهانحن نحصد ما زرعه هؤلاء في زماننا على أسوأ ما يكون .

الحقيقة الخامسة :
أن التصوف الذي هو علم الأخلاق والتربية والتزكية وتهذيب النفس صار علما مهملا عند أتباعه . وصار منحصرا في رسوم ليست منه في الحقيقة . ومن تلك الرسوم ما هو مخالف للشريعة .

الحقيقة السادسة :
أن غياب علم التصوف ومقاصده تسبب في ضعف الأمة أخلاقا وتعبدا وتزكية . كما أن انحصار التصوف في الرسوم فتح الباب للجهلاء أن يتصدروا باسم التصوف فتزداد محنته . وفتحت الباب للمتهجمين أن يجدوا أبوابا للهجوم على التصوف والصوفية متهمين إياهم بمخالفة الشريعة .

الحقيقة السابعة :
أن شبابنا بل وأطفالنا في احتياج ضخم لمن يعيدهم إلى أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بشكل يناسب وقتهم وإعراضهم عن الخطاب الديني التقليدي. وإن العلم المختص بذلك في النموذج المعرفي الإسلامي هو علم التصوف وهذا باعتراف الأمة سلفا وخلفا .

ماذا نريد ؟

لقد تجمعنا تحت راية وفكر واحد يدعو إلى الأهداف التالية :

أولا :
خدمة المنهج المعتدل من أجل ترسيخ مفاهيمه منحصرا في الدوائر الثلاثة الأساسية وهي : الاعتقاد . الفقه . السلوك .

ثانيا :
الدعوة إلى العودة إلى نهج الأزهر الشريف ومناهجه والثقة في علمائه . والتأكيد على أن طلب العلم لا يكون إلا بطريقة السند .

ثالثا :
الدعوة إلى العودة بالتصوف إلى جذوره الأصيلة التي تستهدف تزكية النفس وتربيتها وبيان أسس المجاهدة السليمة .

رابعا :
العكوف على دراسة مناهج مجددي التصوف التي سخروا فيها حياتهم من أجل تطهير هذا العلم من كل شبهة لحقت به . مع دراسة أسباب ذلك وروافده والعمل على تحذير الناس منها . وهؤلاء الناس هم عوام الصوفية وخواصهم . ومشايخهم ومقدموهم .

خامسا :
العمل على ضبط الصورة الذهنية التصوف فقط نظر عموم الناس من غير المنتسبين للتصوف . وذلك ببيان حقيقة المنهج وسلامته من الشبهات التي يرمى بها كالقبورية والشرك واعتقاد النفع والضر لغير الله .

سادسا :
العمل على وضع مناهج واضحة وموحدة نتجمع تحتها تحت عنوان ( تصوف العلماء ) تكون زادا لكل طالب للسلوك . تشجعهم على اعتناق التصوف وتنفي مخاوفهم من السلوك .

سابعا :
تبسيط المفاهيم وإعادة تقديم قواعد التصوف بشكل سلس يناسب العصر ووتيرته السريعة . ويناسب عقول وقلوب الشباب والكبار .

ثامنا :
التعاون مع الطرق الصوفية المستنيرة من أجل نشر هذا المنهج ليعم به النفع ويتراجع تصوف الخرافة ولا يبقى سوى تصوف العلم والعلماء .

تاسعا :
تخريج جيل داع من الدعاة بالتصوف الحقيقي يعمل على نشر المنهج السليم على وسائل التواصل الاجتماعي وفي دوائر إرشادهم بأخلاق الدعوة وهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ودون صدام أو حتى شائبة من جدل . فليس ثم إلا الحكمة الشديدة والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة والحب للجميع والخدمة للجميع .