قرب المنزلة وقرب المكان


بقلم الشيخ : محمد الجبورى

 

الآية { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }.

{ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ} : المراد منه قرب المنزلة وقرب المكان من الله ﷻ.
فلا تسأل بعد هذا عما يعطيهم ربهم من كرامته وجوده، وهم أقرب ما يكونون عنده.

ولهذا لما دعت (آسيا) امرأة فرعون قالت:
{ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ }.
فقولها {ِعنْدَكَ} ارادت القرب من الله، لا مجرد بيت في الجنة.

وفي احد التفاسير:
قوله تعالى { عند مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ} لأن القربة من الملوك لذيذة لما عندهم من النعيم، كلما كان الملك أشد اقتداراً كان المتقرب منه أشد التذاذاً.

وكان من دعاء النبي ﷺ :
(وأسألك َلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ).

اللهم اجعلنا من أحب الخلق إليك وأقربهم عندك.