العام الأول بعد الظهور


بقلم :الأستاذ: مازن أبو الفضل مدرب تنميه بشريه ومهارات

كانت ابنتي تذاكر دروس التاريخ فالتفتت لي فجأة وسألتني كيف كان الناس تعرف انهم ١٠٠ ميلادي أو ١٥٠ قبل الميلاد؟

وميلاد من؟

قلت لها بنيتي وقتها كان للناس تاريخهم المعتاد وأيامهم المليئة بالأحداث لكن كان في ذهنهم طفرة زمنية ستنقل حياتهم من حال الى حال.

في التاريخ الذي تسألين عنه كان ميلاد السيد المسيح ولأهميته انقسم التاريخ لقسمين، الأول عالم ما قبل السيد المسيح وعالم ما بعد ولادته.

لماذا السيد المسيح يا أبي؟
قلت لإنه عظيم، كانت أيامه عظيمه رغم أنها ليست طويله، فأيام الله في التاريخ لا تُحسب بالساعات بل بالأثر.

فابن العذراء أسقط هيكل وسُلطة دامت مئات السنين وأسس روحانية دامت في القلوب لعقود ومهدت الطريق لأحمد الموعود.

ولعل المُستضعفين في مصر إنتظروا موسى المذكور في ألواح القلوب ليُخرجهم من سلطة الفرعون الى ساحة رب العالمين وظهر لهم توقيت يحسب الأيام من نعمة الخروج.

وهذه الحالة التي كان عليها رجال نجد من مختلف الطوائف في انتظار بشريات أحمد الإبراهيمي، ينتظرون تلك اللحظه لتبدأ البشرية طورها الأخير.
فيبدأ تأريخ الأيام من هجرة النبي الخاتم ويحقق نبوءة إشعياء في راكب الجمل.

ونحن يا أبي ألن يكون لنا تاريخ؟

ما من أمة إلا ولها عصر ذهبي تتحقق فيه مُرادات الله

وإن الطور المحمدي لابد وأن يُختم بكأس كوثري من سلالته الشريفه ومن دماءه المقدسه.

قد نرى يا ابنتي يوماً من الدهر ولحظة من الزمان يظهر للبشر أن قيادتهم ساقت العالم للحضيض والحيوانية فيصرخون بيأس بينما يسعى أئمة مهديين لنشر صور العدالة والفضل فتلتقي المساعي بالصرخات فنشهد إبن أحمد عند البيت الحرام يحاوطه أمن المقام يسألونه عن ما يعنيه من أنه المهدي خاتم الطور؟

ونسمع في نشرات الأخبار عن مبعوث الجليل أسمر البشرة قصير الشعر يدعي انه المصلوب بهتاناً وزوراً يهودي الأم روح الله يعلن إنتهاء النظام العالمي الحالي ونهاية التاريخ.

يوماً ما يا صغيرتي سيُدرسون تاريخ العالم والمناهج بفكر جديد تحت حكومة واحدة تتكامل فيها الأرض والموجودات كما أراد الله، سيدرسون تاريخ الإنسان وتطوره بمرجعية إلهية بدءاً من التاريخ الحقيقي لظهور آدم ثم عصر ما بعد المسيح ثم العصر المحمدي ثم النهضة والحداثة وما بعد الحداثة والسيولة وبزوغ الطاغوت ثم الظهور، نعم..نحن الآن في العام ثلاثون بعد الظهور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *