خطبة بعنوان ﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ﴾ للدكتور أيمن حمدى الحداد


خطبة بعنوان ﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ﴾

للدكتور أيمن حمدى الحداد

نص الخطبة:
الحمد لله الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله كان قرآناً يمشي على الأرض، اللهم صلّ وسلم وبارك عليه حق قدره ومقداره العظيم، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد؛ أيها المسلمون: لقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم على قلب سيدنا رسول الله ﷺ لسعادة الناس فى الدنيا والآخرة؛

قال تعالى: ﴿طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى﴾(طه: ١-٤)، فالقرآن الكريم يهدى إلى الخير والرشاد؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾(الإسراء: ٩)،

وعن على ابن طالب رضي الله عنه قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: «ألا إِنّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، فَقلت: مَا المَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ الله؟ قالَ: كِتَابُ الله فِيهِ نَبَأُ مَا كان قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبّارٍ قَصَمَهُ الله، وَمَنْ ابَتَغَى الهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلّهُ الله، وَهُوَ حَبْلُ الله المَتِينُ، وَهُوَ الذّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصّرَاطُ المُسْتَقِيمُ، هُوَ الّذِي لاَ تَزِيعُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الالْسِنَةُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلُقُ عَلى كَثْرَةِ الرّدّ، وَلاَ تَنْقَضَي عَجَائِبُهُ، هُوَ الّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتّى قالُوا: ﴿إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَ‍َٔامَنَّا بِهِ﴾، مَنْ قالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» رواه الترمذى.

♦ أولاً: مظاهر الرحمة فى القرآن الكريم؛ لقد اقترنت الرحمة بالقرآن الكريم، قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾(يونس: ٥٨)، وقال تعالى: ﴿أولم يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾(العنكبوت: ٥١)، وقال تعالى: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾(الأنعام: ١٥٥)، والرحمة القرآنية تعني الرفق والحنو والمحبة والشفقة؛ قال تعالى: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾(النحل :٤٦)،

– ومن مظاهر الرحمة أنه منهج ربانى يحقق للناس الهداية إلى قيام الساعة وينظم لهم كل شئونهم؛ قال تعالى: ﴿الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(البقرة: ١-٤)،

لقد جاء القرآن الكريم بتشريعات عادلة احتوت أحكاماً كُليَّة ومبادئ عامة في كُلِّ فروع التَّشريع؛ قال تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً﴾(الإسراء: ١٢)، وقال تعالى: ﴿نزلنا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾(النحل: ٨٩)،

فالقرآن الكريم بحقٍّ منهج كامل وشامل لقد تضمن كل ما يحقق للناس مصالحهم؛ قال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾(الأنعام: ٣٨)،

– ومن مظاهر الرحمة أنه موعظة وتذكرة للمتقين؛ قال تعالى: ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾(آل عمران: ١٣٨)، وقـال تعالى:﴿وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾(النور: ٣٤) وقال تعـالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾(الحاقة: ٤٨)،

– ومن مظاهر الرحمة أنه نَزَلَ بالعدل والحق، ونهى عن الظلم والجور؛ قال تعالى: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾(الإسراء: ١٠٥)،وقال تعالى: ﴿إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾(النحل: ٩٠)، وقال تعالى: ﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾(الشورى: ١٥)،

ولقد أمر بالعدل حتى مع غير المسلمين؛ قال تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾(الممتحنة: ٨)، وأمر بالعدل عند القول قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾(الأنعام: ١٥٢)،

– ومن مظاهر الرحمة أنه يُخـرج الناس من الظلمات إلى الإيمان؛ قال تعالى: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ﴾(المائدة: ١٦) وقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾(الحديد: ٩)، وقال تعالى: ﴿رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾(الطلاق: ١١)، وقال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ﴾(إبراهيم: ١)،

– ومن مظاهر الرحمة أنه شفاء من نيران الحيرة والشك؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾(يونس: ٥٧)، وقال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾(الإسراء: ٨٢)، وقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى﴾(فصِّلت: ٤٤)،

قال ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: فَالْقُرْآنُ هُوَ الشِّفَاءُ التَّامُّ مِنْ جَمِيعِ الْأَدْوَاءِ الْقَلْبِيَّةِ وَالْبَدَنِيَّةِ، وَأَدْوَاءِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَمَا مِنْ مَرَضٍ مِنْ أَمْرَاضِ الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ إِلَّا وَفِي الْقُرْآنِ سَبِيلُ الدِّلَالَةِ عَلَى دَوَائِهِ وَسَبَبِهِ.

– ومن مظاهر الرحمة أنه أقام العلاقة بين أفراد الأسرة على المودة الرحمة فأمر بالرحمة بالوالدين؛ قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ (الإسراء:٢٤)، وجعل الأساس الذى تبنى عليه علاقة الزواج هو الرحمة؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ ءَايَٰتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لآيت لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ﴾(الروم: ٢١)، ولقد طبق سيدنا رسول الله ﷺ هذه المعانى من الرحمة القرآنية فكان مع زوجاته يُكرِم ولا يهين، يُوجِّه وينصح، لا يعنِّف، ولايَجْرَح، فعن أنس رضي الله عنه قال: «ما ضرب رسول الله ﷺ شيئاً قط بيده، ولا امرأةً، ولا خادماً ، إلا أن يجاهد في سبيل الله» رواه مسلم.

وعنه أيضاً قال: «ما رَأَيْتُ أحَدا كان أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ من رسول الله ﷺ» رواه مسلم.

وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس أبصر النبي ﷺ يُقَّبِّل الحسن، فقال: «إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحدا منهم، فقال رسول الله ﷺ: «إنه من لا يَرحم لا يُرْحم» رواه مسلم.

– ومن مظاهر الرحمة أنه كتاب مبارك؛ قال تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾(ص: ٢٩)، وقال تعالى: ﴿وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ﴾(الأنبياء: ٥٠)، فهو مُبَارَكٌ عَلَى البُيُوتِ وَحِمَايَةٌ لَهَا مِنَ الشَّيَاطِينِ؛ قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

وَهُوَ مُبَارَكٌ عَلَى الْمَجَالِسِ قال ﷺ: «وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

♦ثانياً: أحوال الصالحين مع القرآن الكريم؛ لقد علم أسلافنا الكرام رضي الله عنهم فضل القرآن الكريم وأنه سبيل النجاة وطريق الفلاح فى الدنيا والآخرة فعاشوا مع القرآن الكريم حتى سرى في عروقهم، وجري في دمائهم، وامتزج بكيانهم كله، وتجلَّى أثره في جميع شؤون حياتهم من ذلك؛

– أبوبكر الصديق رضي الله عنه ورقة قلبه؛ فعن عائشة رضي الله عنها: «أنَّ أبا بكر الصديق رضي الله عنه ابتنى مسجدًا بفناء داره وكان يُصلِّي فيه، ويقرأ القرآن فتقف عليه نساء المشركين، وأبناؤهم وهم يتعجَّبون منه، وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلًا بكَّاءً لا يملك دمْعَه حين يقرأ القرآن» رواه البخاري.

– عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحاله مع القرآن؛ فعن مالك بن مغول قال: قرأ عمر رضي الله عنه: ﴿والطور وكتاب مسطور في رق منشور﴾ إلى قوله: ﴿إن عذاب ربك لواقع﴾

فبكى ثم بكى، حتى عيد من وجعه ذلك» رواه أحمد في الزهد.
وعن الحسن رضي الله عنه قال: «كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمُرُّ بالآية في ورده فتخنقه، فيبكي حتى يسقط، ويلزم بيته اليوم واليومين حتى يعاد يحسبونه مريضًا» شعب الإيمان للبيهقي.

وعبدالله بن شداد بن الهاد يقول: «سمعت نشيج عمر بن الخطاب وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح يقرأ من سورة يوسف؛ قال: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ﴾(يوسف: ٨٦) شعب الإيمان للبيهقي.
ولقد كان سيدنا عمر رضي الله عنه وقَّافًا عند كتاب الله عز وجل؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القُرَّاء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولًا كانوا أو شبَّانًا»، فقال عيينة لابن أخيه: يا بن أخي، هل لك وجه عند هذا الأمير، فاستأذن لي عليه، قال: سأستأذن لك عليه، قال ابن عباس: «فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر»، فلما دخل عليه قال: هي يا بن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى هَمَّ أن يُوقِع به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيِّه ﷺ: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾(الأعراف: ١٩٩)، وإن هذا من الجاهلين، «والله ما جاوَزَها عمر حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله» رواه البخاري.

– عبدالله بن عباس رضي الله عنهما وقيامه بالقرآن؛ فعن ابن أبي مليكة قال: «صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة، فكان إذا نزل، قام شطر الليل، فسأله أيوب: كيف كانت قراءته؟ قال: قرأ: ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾(ق: ١٩)، فجعل يرتل، ويكثر في ذلك النشيج» سير أعلام النبلاء.

– عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يعتق الجارية لوجه الله عز وجل؛ لقد أعتق عبدالله بن عمر جاريته التي يُقال لها (رميثة)، وقال: «إني سمعت الله عز وجل يقول في كتابه: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾(آل عمران: ٩٢)، وإني والله إن كنت لأحبُّك في الدنيا، اذهبي فأنت حرة لوجه الله عز وجل» حلية الأولياء.

– أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه ينفق أحب ماله إليه؛ لقد كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحا، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله ﷺ يدخله ويشرب من ماء فيه طيب، فلمَّا أنزلت: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾، قام أبو طلحة إلى رسول الله ﷺ فقال: إن الله تعالى يقول:﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وإنَّ أحبَّ أموالي إلى بيرحا، وإنها صدقة لله أرجو بَرَّها وذخرها عند الله، فضعها حيث أراك الله، فقال رسول الله ﷺ: ((بخ بخ! ذلك مال رابح – مرتين – وقد سمعت ما قلت وأنا أرى أن تجعله في الأقربين))، فقال أبو طلحة: «أفعل يا رسول الله، فقسمها بين أقاربه وبني عمِّه» رواه البخاري.

– زين العابدين على بن الحسين رضي الله عنهما يكظم غيظه؛ لقد سكبت جاريته عليه ماءً ليتوضَّأ فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجَّه فرفع رأسه إليها!!

فقالت الجارية: إن الله يقول: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ (آل عمران: ١٣٤)، فقال: «قد كظمت غيظي»

قالت: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾، فقال: «عفا الله عنك» فقالت: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، قال: «أنت حُرَّةٌ لوجه الله تعالى» البداية والنهاية.

– محمد بن المنكدر يمر بأية فيبكى حتى فزع له أهله؛ لقد قام محمد بن المنكدر ذات ليلة يصلي فبكى فكثر بكاؤه، حتى فزع له أهله، وسألوه؟ فاستعجم عليهم، وتمادى في البكاء، فأرسلوا إلى أبي حازم، فجاء إليه، فقال: ما الذي أبكاك؟!

قال: مرَّتْ بي آية، قال: وما هي؟ قال: ﴿وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾(الزمر: ٤٧)، فبكى أبو حازم معه، فاشتَدَّ بكاؤهما.

– مالك بن دينار رضي الله عنه ينتفض عند سماع القرآن؛ فعن الحارث بن سعيد قال: «كُنَّا عند مالك بن دينار وعندنا قارئ يقرأ: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾، فجعل مالك ينتفض وأهل المجلس يبكون ويصرخون حتى انتهى إلى هذه الآية: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ قال: فجعل مالك يبكي ويشهق حتى غشي عليه، فحمل بين القوم صريعاً» صفة الصفوة.

– الحسن رضي الله عنه يذكر أمنية أهل النار فيبكى؛ لقد أُتي الحسن بكوز من الماء ليفطر عليه، فلمَّا أدناه من فيه بكي!!

وقال: ذكرت أمنية أهل النار ﴿أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾(الأعراف: ٥٠)، وذكرت ما أجيبوا ﴿إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾،، صلاح الأمة في علوِّ الهمة.

– ثابت البنانى رضى الله عنه يموت وهو يقرأ القرآن؛ فعن محمد بن ثابت البنانى قال: ذهبت أُلقن أبي عند الموت.

فقال: «يا بنى خل عنى فإنى فى وردى السابع كأنه يقرأ ونفسه تخرح» صفة الصفوة، وحلية الأولياء.
– فيا لها من كرامة لأهل القرآن؛ فعن النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به، تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ ﷺ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ؛ قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ، بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما» رواه مسلم.
إن المسلمين إذا أردوا سعادة الدارين فعليهم أن يعيشوا مع القرآن الكريم كما عاش الصالحون.

أقول قولي هذا واستغفر الله لى ولكم.
الخطبة الثانية
الحمدلله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا أيها المسلمون: لقد تحدى الله عز وجل الجن والإنس؛ قال تعالى:﴿قل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا﴾(الإسراء: ٨٨)، وقال تعالى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾(هود: ١٣)، ونزل معهم فى التحدى؛ قال تعالى: ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾(يونس: ٣٨)،
فَعَزَّ القرآنُ الكريم وعجز البشر جميعاً عن الإتيان بسورة، ولا حتي بآية من مثله فدل ذلك على أنه معجزة خاتم الأنبياء وسيد المرسلين ﷺ، وهو الكلام الذي لا يدانيه كلام، ولا يبلغ عشر معشار بلاغته الفَصِيحُ المِكْلام!!
ولقد كانت العرب وقت نزول التنزيل تتفاخر بالبلاغة والفصاحة والشعر فلما سمعوا القرآن وقفوا عاجزين مندهشين، وخَرُّوا من جزالته وبلاغته ساجدين؛ فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أنَّ الوليد بْنَ الْمُغِيرَةِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا جَهْلٍ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: يَا عَمِّ! إِنَّ قَوْمَكَ يَرَوْنَ أَنْ يَجْمَعُوا لَكَ مَالًا. قَالَ: لِمَ؟!
قَالَ لِيُعْطُوكَهُ فَإِنَّكَ أَتَيْتَ مُحَمَّدًا لِتَعْرِضَ لِمَا قِبَلَهُ، قَالَ: قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِهَا مَالًا.
قَالَ: فَقُلْ فِيهِ قَوْلًا يَبْلُغُ قَوْمَكَ أَنَّكَ مُنْكِرٌ لَهُ أَوْ أَنَّكَ كَارِهٌ لَهُ؟؟ قَالَ: وَمَاذَا أَقُولُ؟ فوالله مَا فِيكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمَ بِالْأَشْعَارِ مِنِّي، وَلَا أَعْلَمَ بِرَجَزِهِ وَلَا بِقَصِيدَتِهِ مِنِّي، وَلَا بِأَشْعَارِ الْجِنِّ. وَاللهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا!! ووالله إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلَاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطُلَاوَةً وَإِنَّه لمُثمِر أعْلاه، مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلَا، وَأَنَّهُ لَيَحْطِمُ مَا تَحْتَه. رواه البيهقي في دلالة النبوة.
♦ثالثاً: من آداب التعامل مع القرآن الكريم؛ اعلموا عباد الله: أن هنالك آداباً للتعامل مع القرآن الكريم يبنغى أن نحافظ عليها من ذلك؛
– لا يمس القرآن الكريم إلا طاهراً؛ يستحب الوضوء لقراءة القرآن الكريم، وأما الجنب فلا يقرأ حتى يغتسل؛ قال تعالى: ﴿لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾(الواقعة: ٧٩)، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ: «لا يَمَسُّ القُرآنَ إلَّا طاهِرٌ» رواه الطبرانى والبيهقى.
– ويوقر القرآن الكريم عند حمله ووضعه، ويصان فلا يُكتب.بداخل كتاب الله، ولا يحتفظ بنقود أو غيرها بداخله، وإذا تمزق فلا يجوز رميه بل يحرق في موضع طيب، ويُجعل أعلى من غيره، ولا يتكئ عليه، ولا يجلس على شيء فيه مصحف كالحقيبة والمكتب، كل هذا إجلالاً لكتاب الله تعالى والتزاماً للأدب معه.
– الإنصات عند سماع القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون﴾(سورة الأعراف: ٢٠٤)، والآية تدل بعمومها على الاستماع للقرآن إذا تلي والإنصات له.
– تعلم القرآن الكريم وتعليمه؛ فعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «خيركم من تعلم القرآن وعلّمه» رواه البخاري.
فينبغي أن يحرص المسلم على تعلمه وإتقان قراءته، ويجتهد في ذلك، فمن غير اللائق لمسلم له سنوات طويلة وهو يدرس ويتعلم، ثم إذا قرأ القرآن فإذا به لا يقيم حروفه وكلماته، وليس حاله كحال من يعذر لضعف تعليمه؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال: «مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران» متفق عليه.
– تدبر القرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿أفلا يتدبرون القرءان﴾(محمد: ٢٤)، وقال تعالى: ﴿ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر﴾( القمر: ١٧)، وقال تعالى: ﴿ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً﴾(الإسراء: ١٠٩) فليجمع قارئ القرآن همته عند القراءة حتى يستحضر ذلك بقلبه، ويتدبر ما فيه من آيات التهديد والوعيد، والرجاء والرحمة، وأحوال الماضين، وغير ذلك؛ فعن ابن مسعود رضي الله عنه: قال لي النبي ﷺ: «أقرأ عليّ» قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «نعم» فقرأت سورة النساء حتى أتيت على هذه الآية: ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً﴾( النساء: ٤١)، قال: «حسبك الآن»
فالتفت فإذا عيناه تذرفان،، متفق عليه.
– العمل بالقرآن الكريم؛ قال تعالى: ﴿واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم﴾(الزمر: ٥٥)،
ولقد كان سيدنا رسول الله ﷺ وأصحابه أول من يعمل بالقرآن الكريم؛ سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق سيدنا رسول الله ﷺ فقالت للسائل: «ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قالت: فإن خلق نبي الله ﷺ كان القرآن» رواه مسلم..
قال ابن مسعود رضي الله عنه: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
قال: عبد الله بن حبيب: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا: أنهم كانوا يستقرؤون من النبي ﷺ فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعاً!!
– ينبغى أن يكون للمسلم ورد يومي يتلو فيه كتاب الله تعالى حتى يختمه وليحرص المسلم على حفظه، أو حفظ ما تيسر منه فحفظ القرآن الكريم سنة أئمة الدين، من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم إلى يومنا هذا؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ» رواه الترمذي.
قال عبدالملك بن عمير رحمه الله: كان يقال: إن أبقى الناس عقولًا قَرَأَةُ القرآن.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: قال بعضهم: مَنْ جَمَع القرآن مُتِّع بعقله.
– الحذر من هجر القرآن الكريم؛ لكن للأسف الشديد هناك أقوام يهجرون القرآن الكريم قال تعالى: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾( الفرقان: ٣٠) وهجر القرآن أنواع منها؛ هجر سماعه والإصغاء إليه، وهجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه، وهجر تحكيمه والتحاكم إليه، وهجر تدبره وفهمه، وهجر الاستشفاء والتداوي به!!
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته وانفعنا به فى الدارين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة.